زاوية سيدي عمر كمون

 نص و تصوير زاهر كمون

يعتبر سيدي عمر كمون من الأولياء الصالحين بصفاقس و قد بنى الباشا (مراد الثاني(1665-1675)) زاويته سنة 1630 داخل المدينة قرب برج النار و بنيت المئذنة سنة 1659 و هي معلم مسجل من قبل المعهد الوطني للتراث. كما بنى سيدي عمر كمون قبره إلا انه لم يدفن فيه بل دفن سيدي محمد المصري. 

IMG_3127

مقام سيدي المصري

عند وفاة سيدي عمر كمون دفن في باب بحر و عندما أزيل الربض القبلي لتعصيره تم نقل الجثمان إلى الزاوية داخل السور و دفن مع سيدي حريز و الذي كان مدفونا أيضا في باب بحر.

IMG_3126

ضريح الولي و المئذنة
Sidi Amar Kammoun سيدي عمر كمون
قبر الولي

وصف المئذنة

تعتبر المئذنة فريدة من نوعها في المدينة العتيقة بصفاقس حيث تتخذ شكلا رباعيا و مزركشة بنقوش و آيات و محلاة بأقواس و أعمدة, من تصميم محمد بن احمد بن الحاج علي المنيف و أخيه القاسم حسب لوحة منقوشة في المئذنة

لعبت المئذنة دورا هاما في حماية مدينة صفاقس فقد كانت برجا لمراقبة الواجهة البحرية في فترة عرفت تطور الاسطولين المالطي و الايطالي 

IMG_3128

مئذنة زاوية سيدي عمركمون

HPIM2070

بعض النقائش على المئذنة

 نقيشتا المئذنة المؤرخة في جمادى الاولى 1077 الموافق ل30 اكتوبر -28 نوفمبر 1666

احدى نقائش ضومعة جامع سيدي عمر كمون

توجد بالمئذنة لوحتان مستطيلتان من الكذال مدمجتان في الواجهة الشمالية طول الاولى 50 صم و عرضها 25 صم و طول الثانية 49 صم و عرضها 25  صم . يحيط بالكتابة اطار زخرفي على شكل محراب ذو عقد نصف دائري. الخط المستعمل هو خط مغربي تونسي 

نص النقيشة اليمنى

بسم الله الرحمان

الرحيم و صلى على سيد

نا (هكذا) محمد و اله و صحبه

بنيت هذه الصومعة

المباركة على يد الفقير

الى ربه الشيخ سيدي عمر

ابن الرايس احمد كمون النوالي

لمريدي الشيخ الولي الصالح

المغفور له سيدي عامر المزوغي

نص النقيشة اليسرى

جعلها سيدي (هكذا) 

عمر من مال نفسه ابتغاء 

وجه الله العظيم ان الله لا 

يضيع اجر المحسنين 

صنعها المعلم محمد بن (هكذا)

المرحوم احمد بن (هكذا) الحاج علي

المنيف و اخيه (هكذا) قاسم في

جمادى الاولى (هكذا) عام سبعة و سبعين 

و الف من هجرة نبينا صلى الله عليه

قصة سيدي عمر كمون

سيدي عمر كمون بن الرايس أحمد كمون كان يعمل جزارا و قد ضاقت به الحال فخرج مثل أغلب الصفاقسية لزيارة الأولياء الصالحين بالساحل مثل أم الزين الجمالية و سيدي عامر المزوغي الذي اشتهت ابنته الليم الحلو و قد كان مع سيدي عمر كمون البعض منه فأهداه إياه. و التالي نال سيدي عمر كمون بركة الزاوية.

ثم عاد سيدي عمر كمون لصفاقس وحدث أن قدم الباشا إلى البلاد و قد إصابته الحمى فدلوه على سيدي عمر كمون الذي طمأنه بالشفاء و طبخ له سمكا بالسكنجبير المتخذ من ماء الزبيب و الخل و جعل فيه من الأبزار ثم فتت فيه خبز الشعير فأكل الباشا و شرب من المرق و نام فزالت العلة و فرح الباشا.

عند رجوع الباشا لتونس استدعى الولي فركب البعير و أبى أن يركب الخيل و ظل بملابسه و لم يلبس لباس البهرج فتلقاه الباشا بفرح ونام عنده مع ابنيه و في الليل شخ ابنه في الفراش فلم يقل سيدي عمر كمون للباشا  ما حدث إلا بعد إلحاح و صادف أن طرق شخص باب الباشا قائلا انه وجد كنزا ففرح الباشا و قال إن ذلك سبب الشخاخ فأعطى لسيدي عمر كمون هدية قدرها 800 ريال.

المصادر

نزهة الانظار في عجائب التواريخ و الاخبار, الشيخ مقديش

مدونة النقائش العربية بمعالم مدينة صفاقس, فوزي محفوظ و لطفي عبد الجواد

Leave a reply

Your email address will not be published.