الشيخ ابو الحسن علي النوري الصفاقسي

لزاهر كمون

هو علي بن سالم بن محمد بن سالم بن احمد بن سعيد النوري, ابو الحسن, كان يعرف بشطورو (نسبة الى مدينة شطورة اللبنانية)  الا ان البعض من احفاده ينفي ذلك و يرجع اصله للقب النوري  و هو المقرئ الفقيه, الصوفي, الفلكي.

ولد الشيخ علي النوري في صفاقس سنة 1643/1644 و اخذ العلم في صغره عن الشيخ ابي الحسن الكراي ثم رحل الى تونس في سن الرابعة عشرة رغم فقر ابيه الذي كان يشتغل حائكا و منعه من ذلك و درس في جامع الزيتونة  علم القراءات و علم الحديث و علم الفقه و علم المنطق و الكلام و من مشايخه الشيخ عاشور القسنطيني و الشيخ سليمان الاندلسي و الشيخ محمد القروي و غيرهم. سكن شيخنا في تونس في المدرسة الشماعية و المدرسة المنتصرية

Mosquée Zitouna جامع الزيتونة

جامع الزيتونة

لما اكمل دراسته بتونس رحل علي النوري نحو مصر سنة 1660/1661 لطلب العلم بالازهر و من مشايخه هناك محمد الخرشي البحيري و الشيخ ابراهيم الشافعي و محمد المغربي و الشنواني و الانصاري و غيرهم. اضافة الى اخذ العلم كان عالمنا يشتغل في التجارة بمصر مثل عديد الصفاقسيين الذين كانوا يدرسون هناك. ادى شيخنا مناسك الحج و عمره 23 سنة

جامع الازهر

رجع سيدي علي النوري الى صفاقس سنة 1667/1668 عن عمر يناهز ال 25 بعد ان اخذ الاجازات عن شيوخه و اتخذ من منزله في حومة اللولب (ليس بعيدا عن دار الجلولي و زاوية ابي الحسن اللخمي) زاوية لقراءة القران و العلم و كانت تتكون مدرسته من بيت للصلاة تلقى فيها الدروس العلمية و بيوت لسكنى الطلبة الذين كانوا ياتون من كل البلاد التونسية و من خارجها. كان علي النوري يشتغل في الحياكة في وقت فراغه

لما رجع العالم الى بلاده, وجد اهلها يعانون من هجوم فرسان مالطا عليها فينهبون السفن الراسية بها و يخطفون الناس ففكر عالمنا في انشاء سفن للجهاد فوافقه الكثير من الناس فانشؤوا السفن و هاجموا فرسان مالطا الى ان ابعدوا الاذى عن صفاقس.كما اصدر عالمنا فتوى في الجهاد لحث اهل صفاقس على الدفاع عنها

تعود هذه اللوحة إلى القرن السابع عشر و بالتحديد سنة 1631 و تصور اللوحة سور مدينة صفاقس و البحر و بعض السفن الراسية في مينائها. نلاحظ على اليسار إحدى الفرقاطات الصفاقسية و بها بعض القراصنة بصدد إعدام أسراهم المالطيين نشاهد على اليمين إحدى السفن المالطية هاربة و تلحقها أربع سفن صفاقسية تعرض هذه اللوحة اليوم في متحف حرم الزبار في مالطا و تعتبر أقدم لوحة عرفت إلى اليوم لمدينة صفاقس

من تلامذته من تونس: ابو العباس احمد النوري و محمد التونسي و علي العش و قاسم الانصاري و علي المهدي و من ليبيا عبد السلام التاجوري

من ماثر الشيخ اكتشافه لدواء لداء الكلب و قد احتفظ احفاده بتركيبه الى ان جاء الاستقلال و حجر صنع الدواء و لعل الدواء استنبط من من تذكرة الشيخ داود الانطاكي

من اعمال الزاوية الاخرى نشر احدى الطرق الصوفية و هي الطريقة الناصرية و هي فرع من فروع الشاذلية

لحقت بسيدي علي النوري محنة في اخر حياته و بالتحديد في زمن الدولة المرادية و سببها ان بعض الوشاة و شى به الى الحاكم بانه يتامر على قلبها نظرا لمكانته في صفاقس وكان للحاكم اذان صاغية فقرر التنكيل باتباعه فهرب الشيخ علي النوري متسترا الى زاوية الشيخ ابي حجبة بين تونس و زغوان و اقام بها زمانا ناشرا للعلم ولما ظهر خبره عرّف الناس السلطان انه من الصالحين و لم يكن هدفه الا الدفاع عن صفاقس و لما فهم الحاكم الحقيقة عفا عن الشيخ علي النوري و أمره بالرجوع لبلاده

بعد نهاية الدولة المرادية و مقتل ابراهيم الشريف و بداية الدولة الحسينية, أحس شيخنا بقرب اجله فجمع ابنيه احمد و محمد و عقد لهما توكيلا على الزاوية و احباسها

اصيب االشيخ بمرض الشق و توفي في شهر جوان من سنة 1706 بعد سنوات حافلة من الانجازات و الاعمال و دفن بقبره مع مجموعة من تلاميذه و ابنائه في مقبرته التي حبسها على اموات المسلمين. لم تبن قبة على قبره بطلب منه

قبر سيدي علي النوري

على اثر قرار تصفية احباس الزاوية في 19 اوت 1961, عن لجنة تصفية الاحباس بولاية صفاقس قدر خبير الفلاحة العقارات الفلاحية التابعة للزاوية ب 12732 دينار تونسي و قدر خبير البناء قيمة الرباع المدنية ب17707 دينار

من مؤلفاته

الف شيخنا العديد من الكتب في مختلف الاختصاصات من بينها

في القراءات: تنبيه الغافلين و ارشاد الجاهلين عما يقع لهم من الخطأ حال تلاوتهم للكتاب المبين, غيث النفع في القراءات السبع

في الفقه: مقدمة في الفقه و التوحيد, رسالة في تحريم الدخان, الهدى و التبيين

التوحيد: العقيدة النورية في اعتقاد السادة الاشعرية

الادعية: ادعية ختم القران, معين السائلين في فضل رب العالمين

الفلك و الميقات: المنقذ من الوحلة في معرفة السنتين و ما فيهما و الاوقات و القبلة

الشعر: مقطوعات شعرية متفرقة

كان لشيخنا مكتبة كبيرة ضمت نفائس الكتب و قد نقلت سنة 1969 الى المكتبة الوطنية بتونس

الزاوية

كانت الزاوية في الاصل مقر سكن الشيخ النوري اثر عودته من مصر و هي معلم صغير بابه الخارجي من الخشب السميك المزخرف . يفضي الباب الى سقيفة على يسارها ميضاة و مدرج يفضى الى الطابق العلوي للزاوية و على يمينها بهو واسع نصفه مسقوف و نصفه مكشوف. على الجدار القبلي للبهو محراب

مدخل الزاوية

كان الجزء المسقوف مكان تعلم الاطفال المبادئ الاولى للقراءة و الكتابة. اما الجزء المكشوف فتفتح عليه مجموعة من الغرف السفلية كانت مبيتا للطلبة و ربما كانت ايضا مكانا لمبيت الحجاج في رحلتهم نحو الشرق و او الراجعين الى الغرب. يبلغ عدد الغرف عشرة: 3 بالطابق السفلي و 3 فوق الغرف السفلية و 2 فوق السقيفة و 2 فوق السبط المعقود على نهج سيدي خليل

يوجد يسار البهو, بيت الصلاة و بفتح بابها غربا. طول بيت الصلاة 7.05م و عرضها 6.8 م و مساحتها 47.94 م. يوجد بها محراب يبلغ عمق تجويفه 0.7م و ارتفاعه 1.79 م و عرضه 1.3م و هو مصنوع من الكذال المنقوش. تتكون بيت الصلاة من 3 اساكيب و يبلغ ارتفاع السقف 3.6م

جددت الزاوية عديد المرات مثل سنة 1906 و قد سجل ذلك في واجهة الزاوية من خلال خط مغربي:

ما شاء الله جددت هذه الزاوية في رمضان المعظم سنة 1324

النقيشة

توجد ببهو الزاوية ساعة شمسية موجهة الى الغرب.

الساعة الشمسية

وقع استعمال العديد من تيجان الاعمدة القديمة في بناء الزاوية

تم ترميم الزاوية سنة 2018 من قبل جمعية احباء سيدي علي النوري و ذلك تحت اشراف المعهد الوطني للتراث

المصادر

نزهة الانظار في عجائب التواريخ و الاخبار, الشيخ مقديش

سلسلة مشاهير, علي النوري

سيدي علي النوري, عبد القادر المعالج, مجلة معالم و مواقع العدد 26

الشيخ ابو الحسن علي النوري الصفاقسي, يونس يعيش

تاريخ صفاقس الجزء الثالث, ابو بكر عبد الكافي

علي النوري الصفاقسي, يونس يعيش

الشيخ علي النوري الصفاقسي العالم ورائد الاصلاح في تونس في القرنين 11 و 1 هجري / 17 م, يونس يعيش, مجلة معالم و اعلام العدد الاول

Leave a reply

Your email address will not be published.