سيدي بالحسن الكراي
لزاهر كمون
يعتبر سيدي بالحسن الكراي من أشهر الأولياء الصالحين بصفاقس. هو أبو الحسن بن أبي بكر بن أحمد بن محمد البراني بن عمر بن علي الكراي و يعتبر الشيخ علي الكراي جده الرابع
ولد سيدي بالحسن الكراي سنة 1026ه (في القرن 17 ميلادي) بصفاقس. أخذ العلم عن عديد العلماء من بينهم والده أبو بكر الكراي و الشيخ عبيد بن المنتصر بن أحمد اللومي
توجه إلى تونس لأخذ المزيد من العلم ثم شد رحاله نحو مصر حيث زار الأزهر و تتلمذ على شيوخه
كان له مكتبة ضخمة تعج بالكتب و المخطوطات تم نقلها سنة 1965 إلى دار الجلولي
من بين تلاميذه القاضي و المفتي محمد الحكموني و المفتي عبد العزيز الفراتي و الحاج محمد المراكشي و محمد الغرياني و غيرهم
كان سيدي بالحسن بارا ,محسنا, محبا للفقراء و المساكين و تقيا متعمقا في صوفيته. قام بنظم أكثر من 50 موشحا على طريقة المالوف الأندلسي. كان الشيخ بودية و الحاج محمد بركية يغنون موشحاته
من بين مؤلفاته: كتاب المورد العذب الزلال في مناقب جده أبي بغيلة و كتاب المواهب الفاخرات و اليواقيت النيرات على أصل نفائس الخمرات و النجوم الزاهرات
عاش سيدي بالحسن حوالي 79 سنة و توفي سنة 1105ه فدفن بمسجده داخل روضة
الأعمال بالزاوية
الأعمال اليومية: تلاوة الأحزاب عقب كل صلاة صبح من كل يوم من أحزاب دلائل الخيرات و بين الصلوات يقع تلاوة القران
الإعمال الأسبوعية: الاجتماع يوم الجمعة لتلقي دروس الوعظ و الإرشاد و إنشاد الموشحات
الأعمال الموسمية: إحياء المراسم الاحتفالية بالمواسم الدينية مثل رمضان (بعد صلاة الظهر و بين صلاة التراويح و السحور) و العيد و الاستسقاء. كما كان الصفاقسيون يشاركون الزاوية أفراحهم مثل الزفاف و الختان استقبال أو توديع الحجيج و أتراحهم مثل المأتم
طريقة العمل بمجلس سيدي بالحسن الكراي
بعد ظهر كل يوم جمعة و في المواسم و الأعياد ينتصب بالزاوية مجلس الوعظ و الذكر و الإنشاد و يبتدئ العمل بقراءة الفاتحة ثم الوظيفة لسيدي بالحسن ثم يبدأ الإنشاد بالقصيد فالنوبات و أولها نوبة الذيل
بعد إتمام النوبات يقع إنشاد الموشحات و الأشغال في المديح من كلام الشيخ بالحسن الكراي
يتكون المجلس من مجموعة عناصر تنتمي إلى الزاوية و من قوالة و ردادة و الفرقة التي تضاف في المناسبات الخاصة و تتكون عادة من مجموعة الإيقاع و من العود والبيانو
من بين رواد المجلس الشيخ حميد الفراتي و حسن المراكشي و الحبيب المعالج و محمد بركية ومحمد بودية و إبراهيم تمر و محمد القسيس
من بين الإيقاعات المستعملة في نوبة مجالس سيدي بالحسن: البطايحي و دخول البراول و البرول و الدرج و الخفيف و الختم و من بين آلات الإيقاع الرق و النقرات
مقامه
بني مقام سيدي بالحسن الكراي في القرن الحادي عشر هجري و يعتبر من أجمل المقامات في المدينة العتيقة. كان في الأصل منزله الخاص حسب العديد من المختصين
يقع البناء في ساحة بربروس في المدينة العتيقة و يتركب من سقيفة بها في اليسار مقام الولي و تنتهي في الداخل بصحن رحب بصدره بيت الصلاة المزخرفة بالكذال و الآيات القرآنية و الأزهار المزينة على الخشب
يوجد في الزاوية طابق علوي مكون من غرفتين صغيرتين كان الشيخ يخلو بنفسه في إحداها اثر انتهائه من التدريس. يقع الصعود إلى الغرفتين من خلال مدرج يوجد في الصحن
بنى المقام المعلم محمد بن المرحوم المعلم احمد بن المعلم الحاج علي المنيف سنة 1082ه
المصادر
تاريخ صفاقس: رجال و أعلام لأبي بكر عبد الكافي
السماع عند الصوفية و الحياة الموسيقية بصفاقس في القرنين التاسع عشر و العشرين لعلي الحشيشة
الزاوية و الثقافة و المجتمع بمدينة صفاقس خلال الفترة الاستعمارية لسنيا العامري
نزهة الأنظار في عجائب التواريخ و الأخبار لمحمود مقديش
1 Comment