أفران الجير والجيّارة في صفاقس
لزاهر كمون
في كتاب صورة الارض لابن حوقل في القرن العاشر ميلادي تحدث الكاتب عن صفاقس قائلا: و بناؤها بالحجارة و الجير
تعتبر صناعة الجير من أهم و أقدم الصناعات بصفاقس و قد سميت ثنية الأفران بهذا الاسم لوجود العديد من أفران الجير بها كما توجد بعض الأفران بطريق قرمدة
ماهو الجير و ماهي استعمالاته
الجير هو الكلس قبل أن يطفأ و يتحصل عليه بعد حرق الحجر الجيري في أفران لعدة أيام و يستعمل الجير لتحضير البغلي (الملاط) و تبييض الجدران و تسقية السطوحات و تطهير المواجل و يخلط مع دم الحيوان لإصلاح الأواني المكسورة و تطلى به الجلود على باطنها لإزالة الشحوم و تطلى به كذلك أشجار المشمش و الأجاص و الخوخ و البرتقال لإزالة العاهات و يلوث به الحمص قبل قليه (حمص كسارة) كما تستعمله المداجن في تربية الدجاج
كيفية تحضير الجير
يقع تحضير الجير بعد طهي الحجارة في فرن يشعل بأغصان الزيتون و قشور اللوز. يبلغ عمق الحفرة حوالي 5 أمتار
يقع ملأ الحفرة بطريقة ذكية حيث يكونون في الأخير كومة من الحجارة على شكل قبة فارغة في الوسط و يستعمل الوسط كفرن يقع تغذيته بالمواد القابلة للاشتعال. يسمى اعلي الفرن القبية و هو من الحجارة أيضا
يتم تغذية الفرن من خلال مدخل يسمى الفم و يكون للفم ساكف من الحجر متين يرتكز على خدود مدخل الفرن و يسمى كلاّب
تمتد عملية الطهي لمدة ستة ايام أي بين 8 و 14 وجبة و الوجبة هي الحصة في تغذية فرن الجير و تتمثل في 12 ساعة متتالية و تعتمد لمعرفة طياب الجير
وفي الأخير يقع جمع الجير بواسطة قفة الحلفاء و بيعه
فريق العمل
يتكون فريق العمل في فرن الجير من ستة أشخاص: رجلان يعملان من الأعلى و أربع رجال يعملون في الأسفل و يسمون حرّاقة (يعمل كل واحد منهم لمدة ثلاث ساعات متتالية). ينزل الحرّاق إلى المستوقط و هو حوض سفلي ينزل إليه بمدرج متصل بموقد فرن الجير . يكدس الحرّاق داخله الحطب و منه يوقد الفرن ويغذيه دون توقف بالصريع بواسطة المحماش و هو قضيب حديدي طويل له مخلبان و مقبض حديدي
الشهبة
الشهبة هي ما بقي في أسفل فرن الجير من رماد و جير مدقوق و يخلط مع الرمل و رماد به فحم ليكون ملاطا رمادي اللون يستعمل للمواجل لمتانته ولأنه يمنع تسرب المياه
المصادر
معجم الكلمات و التقاليد الشعبية بصفاقس لعلي الزواري و يوسف الشرفي