صفاقس و المطر
لزاهر كمون
عرفت صفاقس منذ قديم الزمان بقلة أمطارها و لذلك لقبت « بقرعة العطش » حيث تقع صفاقس في وسط البلاد التونسية ذات المناخ الشبه جاف و لا تتجاوز كمية الأمطار ال 200 مم في السنة
إلا أن الصفاقسي استطاع أن يتغلب على هذه المشكلة بفضل حنكته فاستطاع حفر الآبار لاستغلال المياه الجوفية و أقام الفساقي والمواجل لجمع مياه الأمطار
و الصفاقسي ينتظر الأمطار بفارغ الصبر لإنعاش فلاحته و ليملئ خزاناته إلا انه يخاف منها لشدتها عند قدومها. يقول عام « اخضر » لكثرة أمطاره و يقال عام « جابد » لجفافه
طلب الغيث
عند الجفاف يجتمع الصفاقسيون في المساجد و الجوامع و خاصة الجامع الكبير للقيام بصلاة الاستسقاء و لقراءة صحيح البخاري وكتاب الشفا طلبا للغيث
الدعاء لطلب المطر
يا الله يا رحمان اسقينا الماء ,يا الله يا رحمان اعف عنا ,الغيث غيثك يا الله ,القرآن كلام الله, موسى كليم الله, عيسى روح الله, محمد رسول الله, يا الله يا رحمان اسقنا الماء
يخرج الصفاقسيون أيضا بأمك طنقو أو أمك طنبو للاستسقاء و طلب الغيث و كان الأطفال يلبسون دمية على شكل صليب خرقا ويطوفون بها في الحي و هم يغنون
أمك طنبو شهلولة** ان شاء الله تروح مبلولة
أمك طنبو باسخايبها** طلبت ربي ماخيبها
أمك طنبو يا لولاد** ان شاء الله تروح بالواد
أمك طنبو يانسا** بالبازين و الحسا
و كان النساء بالحي يخرجن و يرششن الدمية بالماء و عندما لا ينزل الغيث يقومون بحرق الدمية. لكن عند نزول المطر يغنون
يامطيرة خالتي** صب على قطايتي
قطايتي مبلولة**بالزيت و الزيتونة
تعتبر أمك طنقو عادة وثنية متوارثة منذ القدم, للمزيد من المعلومات يمكنكم قراءة مقالي حول أمك طنقو
أغنية المطر
يتغنى الصفاقسي بالمطر قائلا
يا مطر با مطارة اسق عروق الذكارة
و اسق محمد و علي و فاطمة بنت النبي
مشى الحبيب يزروها مالقاهاش في دارها
لقى الحجر و المدر صب الليلة يا مطر
يا مطر يا ميمونة اسق عروق الزيتونة
و اسق محمد و علي و فاطمة بنت النبي
مشى الحبيب يزروها مالقاهاش في دارها
لقى الحجر و المدر صب الليلة يا مطر
أنواع المطر
مطر حرشة أو زرّابة أو جلجالي: و هو المطر الغزير الغير محبذ
تبروري: يخشاه الفلاح لأنه يفسد الثمار و سنابل القمح ويسقط الأوراق و البراعم و يسميه الفلاحة خضر لأنه يدل على عام اخضر
ندوة: ظاهرة كثيرة في صفاقس تسمى أيضا طل أو سر. يخشاها الفلاح عند إزهار اللوز فتسقط
مطر الرذاذ: يحبذها الفلاحون
تشبشيب ماء: يحبذها الفلاحون
مطر شافقة: المطر الغزير الذي نزل بعد جفاف رحمة للناس
مطر المناشر: تكون في أواخر الصيف و المناشر هي مناشر الزبيب و الشريح
مطر المنادر: تكون في أواخر الربيع عند الدراس
مطر الصيف: هو مطر قليل و ذو فائدة
مطر أرضية أو دث: هو مطر خفيف هادي و تسمى مطر هادية راضية و يمكن أن تدوم أكثر من يوم
مطر بالقنادل: هو مطر بين الزرّابة و الأرضية
مطر عامة: إذا عمت الجهة
التكهن بالمطر في صفاقس
تتكهن المطر في صفاقس بواسطة الرابعة من شوال (يكون يوم الجمعة او السبت او الاحد) و العنصرة و مسرب التبان و الأربعة أيام الأولى من اوسو
يتفاءل الصفاقسي بالطفل الصغير عندما يهدر بفمه فيبشر بنزول المطر
اذا صوتت البومة تبشر بنزول المطر
اذا خرجت طيور الغرانيق للشط و ظلت تغرنق فهي تطلب الغيث في موسم الجفاف
قوس قزح و علاقته بالمطر
قوس قزح: يسمى أيضا حزام فاطمة. إذا ظهر في الصباح سينزل المطر و إذا ظهر في المساء فهو من علامات الصحو
أمثلة شعبية تقال في صفاقس في علاقتها بالمطر
كل ما يعمل الفلاح مليح كان حرث المطر و حصاد الريح
الغارق ما تهمو مطر
مطرة زمة تجي شافقة
مطر مارس ذهب خالص
أش يشيّب الفلاح الصغير كان جبدات مارس و إلا رعدات بريل
تقول الشجرة المثمرة: حرقة بالنار و لا مطرة في أي النار
يعطيك مطرة عند فسوخ الليالي
حافر في مارس ذهب خالص
مطر مارس فدان يمطر و عشرة تحارس
مطرة في مايو ترد الشجرة فليو
مطرة في بريل تطلع السبولة من قاع البير
المصادر
كان يا مكان في صفاقس للحبيب السلامي
معجم الكلمات و التقاليد الشعبية بصفاقس لعلي الزواري و يوسف الشرفي