الجامع الكبير بصفاقس منارة دينية و علمية عبر التاريخ
لزاهر كمون
يعتبر الجامع الكبير بصفاقس من أهم معالم مدينتها فهو يتوسطها و حوله بنيت أهم الأسواق مثل سوق الربع و سوق الكامور و سوق الجمعة
تاريخ الجامع
العهد الأغلبي
بنى الجامع علي بن سلم البكري جد سيدي إسحاق الجبنياني بعد أن ولاه سحنون قضاء صفاقس و قد بني تزامنا مع بناء السور و ذلك في القرن التاسع ميلادي (حوالي سنة 849م) أي في فترة الدولة الأغلبية في عهد الأمير أبي العباس محمد و كان بنفس الأبعاد التي تعرف اليوم (مقديش) إلا أن المئذنة كانت تتوسط الرواق الشمالي في تناظر مع المحراب
العهد الزيري
تم تجديد الجامع بعد خرابه فتم تعمير الجانب الشرقي و في أواخر القرن الحادي عشر فتح باب رابع من الجهة الشرقية التي تتميز بخصائص شبيهة بجامع المهدية الفاطمي
العهد الحفصي
زار التيجاني الحفصي صفاقس سنة 706ه (1306م) ووصفها في كتابه رحلة التيجاني قائلا « و بها جامع حسن ذكر اللبيدي في أخبار الشيخ أبي إسحاق الجبنياني أن علي بن سلم جد الشيخ أبي إسحاق هو الذي بناه و كان سحنون ولاه قضاء صفاقس… و هو الذي بنى أيضا سور صفاقس بالطوب و الطين »
العهد الحسيني
بدأت الدولة الحسينية في تونس مع وصول الحسين بن علي إلى الحكم بداية من سنة 1705 و قد شهدت البلاد خلال هذه الفترة تطورا و ازدهارا امتد إلى أواخر القرن التاسع عشر. و يظهر التطور من خلال الجامع فقد شهد فترتين من الإصلاحات و الترميمات كانت الأولى سنة 1172ه أي 1758-1759م و قد قام بها أمين البناء سعيد القطي و المعلم الأسطى من الأصل الأندلسي طاهر المنيف حيث تم خلالها ترميم الجامع و نقل المحراب إلى الوسط
أما فترة الترميم الثانية فكانت سنة 1188ه (1774) فتم توسعة الجامع من خلال إدخال الميضاة التي في الركن الشمالي الغربي و بعض الحوانيت. كما جدد الشعبوني و إخوته من الشعريين أبواب البهور سنة 1197ه (1783). أسباب هذه التوسعة هو تكاثر عدد السكان ففكر الصفاقسيون في بناء جامع جمعة أخر فاخذوا رأي العلماء الذين نصحوهم بتوسعة الجامع على بناء جامع ثان لأنهم رأوا انه لا يجب أن تتعدد جوامع الجمعة في البلد الواحد حتى لا يتفرق المسلمون في يوم الوعظ
تظهر أهمية الجامع عند الصفاقسيين من خلال تحبيس الأراضي و العقارات فمثلا سنة 1874 كان محبسا للجامع 20 دارا و 129 حانوتا و 10 دواميس و 13 غرفة و 20 مخزنا و كوشة و قهوة و علو و مكتب و بلغ عدد العقارات المحبسة وقتها 196 عقارا
فترة مقاومة الاحتلال الفرنسي
في أواخر القرن التاسع عشر هاجمت الجيوش الفرنسية صفاقس و قد قاومها سكان المدينة ببسالة و كانت أول قنبلة أطلقت على المدينة في اتجاه صومعة الجامع الكبير. عند دخول العساكر الفرنسية إلى المدينة استعملوا هذا المعلم كثكنة لمبيتهم و طبخ طعامهم و ربطوا خيولهم بالصحن
قبل الاستقلال
سنة 1942 أي في الحرب العالمية الثانية وقعت قنبلتان على الجامع الأولى فوق جدار الواجهة الشرقية بين أبواب البهور و الباب الخارجي الثاني من الجنوب الشرقي و سقطت القنبلة الثانية على اسطوانة قرب قرب أبواب البهور و قد أصلح الجامع من قبل الأسطى إبراهيم الطرابلسي و الأسطى محمد الشعري و أصلح الأبواب علي شاكر نقيب الجامع الكبير
وقع الاستغناء عن الإضاءة بالقناديل الزيتية و عوضت الإنارة بالنور الكهربائي منذ سنة 1920
في فترة الاستقلال
سنة 1966 وقع الاستغناء عن السطحة التي توجد في الجهة الشرقية و التي كانت مكانا لبيع الكتب القديمة
أسماء الجامع
أخذ الجامع الكبير عديد الأسماء من بينها الجامع الأعظم لعظمته و لأنه كان أول جامع يبنى في صفاقس و جامع الحفرة لأنه يقع في منخفض من الأرض في المدينة العتيقة و سمي أيضا بجامع القلة لأنه في عهد من العهود عجز الناس عن إصلاحه فشدوا قلة إلى احد اسطواناته و كل مصلي يستطيع أن يتصدق ببعض المال كما سمي جامع الصبايا لأنه قيل أن سبعة فتيات أبكار أبين الزواج حتى كبر سنهن فتصدقن بأموالهن لإصلاح الجامع وترميمه و يقال أن عند موتهن دفن تحت ركن من أركان الجامع
موقع الجامع
يقع الجامع في وسط مدينة صفاقس و تحيط به أنهج من كل جهة: شمالا نهج الأغالية و جنوبا نهج ابن سينا و شرقا نهج الجامع الكبير و غربا نهج الصياغين و يوجد قربه العديد من الأسواق منها سوق الربع و سوق الكامور و سوق الجمعة و سوق الصياغين
مواد البناء المستعملة
استعمل الطوب و اللبن الغير المطبوخ في بناء الجامع الأول في القرن التاسع ميلادي ثم في أزمنة لاحقة استعمل في بنائه الحجر المنقوش المعروف بالشخش و الحجارة العادية و استعمل الجير كملاط
أعمدة الجامع و تيجانها جلبت من مواقع أثرية قديمة و هي من الرخام
وصف الجامع
يتكون الجامع من بيت صلاة و صحن تحيط به أروقة و شكله مستطيل. يمكن الدخول إلى الصحن و بيت الصلاة من خلال ثمانية أبواب و إلى مقصورة الإمام من خلال بابين. أقدم أبوابه يوجد في الجهة الشرقية. يسمى الباب الذي أمام سوق الربع بباب شاقور.
شكل الجامع مستطيل معوج قيس طوليه 52م و 41م و عرضيه 30م و 32م
بيت الصلاة
بيت صلاة الجامع واسعة فسيحة جميلة و تتكون من جزأين
الجزء الأول هو أصل الجامع و طوله 38 مترا و عرضه 21 مترا. به من الشمال إلى الجنوب خمسة اسطر أساطين تكوّن ستة مساكب و تعلوه من الجهة الجنوبية الشرقية قبة تقابلها أخرى بالرواق الخارجي و يربط بين هذا الجزء و الصحن خمسة أبواب تفتح في الرواق الجنوبي و تسمى أبواب البهور
الجزء الثاني هو زيادة حدثت سنة 1774م و يتكون من ثلاث أسطر أساطين بكل سطر خمس أساطين و طوله حوالي 22م و عرضه 18م و بين هذا الجزء من بيت الصلاة و الجزء القديم ثلاث أعمدة حجرية ضخمة تعلوها أقواس و يربط بين هذا الجزء و الصحن خمسة أبواب أخرى تسمى أيضا أبواب البهور
سقف بيت الصلاة مبني بطريقة الأقباء المتقاطعة و محمول على أعمدة و تيجان مجلوبة من مواقع أثرية قديمة
المحراب
يعتبر المحراب الذي بني في القرن الثامن عشر (1758) غاية في الجمال و كتب فيه بخط كوفي
بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو و الآصال رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و اقام الصلاة و إيتاء الزكاة يخافون يوما تنقلب فيه القلوب و الأبصار. صدق الله العظيم
و تحتها شعر من كلام أبي الحسن علي الغراب يقول فيه
ته يا صفاقس و افتخر طول المدى
عجبا بمسجدك العديم مثاله
سيما بمحراب تكامل حسنه
و يزيد في نظر اللبيب جلاله
أبدى المنيف به المعلم طاهر
ما رق من نقش و راق جماله
حتى تكامل قلت فيه مؤرخا
محراب مسجدك انتهى إكمال
يوجد على جانبي المحراب اسطوانتان دقيقتا الصنع تعلوهما تاجان نقش عليهما أزهار و أشكال و فوقهما قوس من الكذال بعده إطار من نفس الحجارة نقشت عليه البسملة و التصلية و آيات من سورة الجمعة و بين القوس و الإطار نجد زليجا ملونا
اكتشف منذ سنوات قليلة المحراب الأصلي للجامع و يقع شرق المحراب الجديد أمام المسكبة الثالثة تحت القبة
المنبر
المنبر الحالي للجامع يعود تاريخه إلى 1126ه (1714م) و قد أذن بصنعه عبد العزيز الفراتي الأكبر. جاء فوقه منقوشا على اللوح بالخط المغربي
الإمام الفقيه العامل بعلمه… الشيخ عبد العزيز الفراتي لطف الله به أمين
صنعه المعلم الحاج… الشعري و المعلم الشاب الارشد احمد بن المرحوم احمد شقرون رحمهما الله بدئ في أول شهر رجب و تم أول شعبان سنة ست و عشرين و مائة و ألف هجرية
و هذا المنبر كله زخارف و أزهار منقوشة في الخشب
كرسي القران
يوجد في بيت الصلاة كرسي لقراءة القران يستعمله المرتل و هو مزخرف و من الخشب المنقوش
أبواب البهور
يبلغ عدد أبواب البهور التي تفصل بين بيت الصلاة و الصحن عشرة و هي من الخشب الذي يحمل نقوشا من الأزهار و الأشكال الهندسية و الكلمات بالخط الكوفي التي تبرز تاريخ التأسيس أو التجديد و أسماء المعلمين الصناع و أسماء الأيمة
و هذا ما كتب على الأبواب بداية من الباب المجاور للمئذنة
1 بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد
2 على أبواب مسجدنا سناء يزيد بطاعة الإنسان حسنا
هلموا و ادخلوا من كل باب عسى يعفو الإله العثر عنا
3 بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد
4 و على اله و صحبه و سلم تسليما كثيرا و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
5 في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو و الاصال رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و أقام الصلاة و اتاء الزكاة
جعلت الأبواب المباركة بإذن أيمة الإسلام و خطباء الأنام المفتي سيدي عبد الرحمان و المفتي سيدنا الحاج حمودة و القاضي سيدي عبد السلام أحفاد الشيخ الإمام الخطيب سيدي عبد العزيز الفراتي مؤلف السيرة النبوية
6بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد
7 و على اله و صحبه تسليما, سنة سبعة و تسعين و مائة و ألف 1197ه
8 قد جددت أبواب هذا المسجد
و سمت بأنوار الرسول محمد
و تكاملت مذ فاض عذب فراتها
عن يد محمود المسدي الأسعد
و لأحمد الشعبوني يعزى صنعها
لله من در تبدى من يد
لما تكامل قلت فيها مؤرخا
بالسعد و الأفراح بان تجدد
9 جدد هذا الباب المبارك و الثلاثة قبله و الخامس بعده بإذن من المشائخ الأجلاء الخطباء الإمام أبي زيد عبد الرحمان و الإمام أبي محمد الحاج حمودة و الإمام أبي محمد عبد السلام أحفاد الشيخ الكبير و العامل الشهير الخطيب عبد العزيز الفراتي على يد وكيل الوقف أبي الثناء محمود المسدي و المعلم الماهر احمد الشعبوني زاد الله هذا المسجد رفعة و نورا
10 بسم الله الرحمان الرحيم في بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو و الاصال سنة 1197ه
الصحن
صحن الجامع صغير تحيط به أروقة من الجهات الأربعة و بجهته الجنوبية و الغربية عشرة أبواب خشبية منقوشة تسمى أبواب البهور و تفتح على بيت الصلاة. طول الصحن 16.4م و عرضه حوالي 13م. بوسط الصحن ماجلان شكلهما مستدير و بينهما وعاء للشرب من الرخام الأبيض بارتفاع 0.7م و يوجد وعاء ثان مبني أمام الرواق من الجهة الغربية و مصنوع من الكذال
يحيط بالصحن رواقان واحد شرقي و الثاني غربي و بكل واحد منهما أربعة أقواس و رواقان آخران شمالي و جنوبي بكل واحد منهما ثلاث أقواس
يمتاز الرواق الجنوبي بقوسه الأوسط المرتفع عن مجاوريه و علته قبة جميلة و زين جانبا القوس باسطوانتين بتاجين و لوحة من المرمر الأبيض مستطيلة الشكل تتوسطه كتابة كبيرة الشكل في ثلاث اسطر هي
لا اله إلا الله وحده لا شريك له و محمد عبده و رسوله صلى الله عليه و سلم
و شملت الافرزة المحيطة به كتابة كوفية نصها البسملة و آيات الكرسي و يعلو اللوحة مستطيل أفقي كتب عليه « لله العزة ». يرجع تاريخ هذه اللوحة إلى العهد الفاطمي
مواجل المياه
بالجامع عشرة مواجل لخزن مياه الإمطار التي تجمع من سطح الجامع و تنقل إلى المواجل بالموازيب و هم: ماجلان بالمقصورة و ماجل أمام خزائن الكتب بالجهة الجنوبية الغربية و سمي ماجل الزبيب (بناه سماسرة بيع الزبيب من مال الفلاحين) و ماجل حلق مرش و سمي بذلك لعمقه و ضيقه و ماجل أمام الباب المنهي للميضاة و هو داخل بيت الصلاة و ماجل داخل الباب الثالث من أبواب البهور المفتوحة في الرواق الرابع و سمي ماجل شعبانة لان امرأة من أل شعبان أسسته و ماجلان وسط الصحن و سميا مواجل داودة لان امرأة من أل داود أسستهما و ماجل بالحجرة الواقعة بالرواق الشرقي و ماجل كان بالسطحة المحيطة بالركن الشرقي للجامع
الساعتان الشمسيتان
يوجد في الجامع الكبير بصفاقس مزولتان أو ساعتان شمسيتان الأولى عمودية توجد على القوس الأوسط للرواق الشرقي و مصنوعة من الكذال و أما المزولة الثانية أفقية و فبنيت فوق قاعدة مرتفعة على الأرض بنحو حوالي المترين و سطحها المستطيل (0.73 طولا و 0.45 عرضا) يصعد إليه بدرج
الصومعة
صومعة الجامع مربعة و ارتفاعها 25 مترا. تتكون من برجين متراكبين و منور و تتميز بزخرفة جميلة و بديعة متكونة من أشكال نباتية و هندسية و كتابة كوفية بطراز فاطمي
يمكن الصعود إلى الصومعة ب 89 درجة ملتوية و قاعدة المئذنة مربعة قيس ضلعها 5.4م. يبلغ ارتفاع البرج الأول حوالي العشرة متر و البرج الثاني حوالي أربعة أمتار
الواجهة الشرقية للجامع
تتكون الجهة الشرقية للجامع و المطلة على نهج الجامع الكبير من أربعة أبواب و خمسة نوافذ و تعلو الأبواب و النوافذ أقواس ذات مربعات صغيرة من الكذال تتوسطها أقواس أخرى على شكل محاريب
تتميز الواجهة الشرقية للجامع بجمال زخرفتها و كثرة نقائشها و لوحاتها التي ترجع للقرنين العاشر و الحادي عشر و منهم لوحة ترجع لسنة 1085م و تذكر حمو بن مليل البرغواطي و تشهد له بأعماله بالجامع. كما تم استعمال لوحات جلبت من مواقع أثرية رومانية و بيزنطية منهم واحدة جلبت من كنيسة بيزنطية تصور عناقيد عنب و طاووسين وقع تشويههما
النقيشة الأولى
طمس في الأول اسم الأمير الذي أذن بانجاز أعمال بالمسجد نجهلها إلا أن تاريخ هذه النقيشة يقرا بوضوح في السطرين العموديين
سنة ثمان (و) و سبعين و ثلاثمائة و المعلوم أن أمير افريقية في 378ه كان المنصور بن بلكين بن زيري
و هذا نصها الكامل
بسم الله الرحمان الرحيم, الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و
صلى الله على النبي محمد و ع....
.... بقاه و أدام علاه ببنا هذا المسجد
..... (لمن).... يحضره من المسلمين في الصلوات
............
......... كان تمام بنائه في سنة ثمان
الأسطر العمودية
و سبعين و ثلاثمائة و صلى الله على
النبئ محمد و على اله و سلم تسليما
النقيشة الثانية
النقيشة الثانية من المرمر و على شكل محراب و مكتوبة بخط كوفي و هذا نصها
بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و سلم, مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة و الله يضاعف لمن يشاء و الله واسع عليم
و مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله و تثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فاتت أكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل و الله بما تعملون بصير
مما أمر بعمله الأمير فخر الملك و كفيه (أبو المنصور حمو بن مليل) أيده الله في سنة ثمان و سبعين و أربعمائة (478ه 1085م)
الأمر في هذه النقيشة هو حمو بن مليل البرغواطي الذي ثار على بني زيري بعد أن ضعف حالهم بعد الزحفة الهلالية و استقل بصفاقس طيلة ستة و ثلاثين سنة (1063-1099ه) و يعتقد الأخصائيون أن حمو بن مليل هو الذي طمس النقيشة الأولى حيث كان يطمح إلى السيطرة على كامل افريقية
النقيشة الثالثة
هي لوحة مرمرية يحيط بها إفريز بضلعه الأعلى كتابة يونانية و في وسطها كرمة باعذاقها و صورة طاوسين وقع تخريبهما. جلبت هذه النقيشة من موقع اثري قديم و سبب تخريبها هو منع الدين ترك الصور المجسمة
تقول النقشية بعد ترجمتها من اليونانية إلى الفرنسية
(Accorde nous) la vertu et la joie sa campagne qui décorent cette vénérable demeure à toi consacrée
النقيشة الرابعة
تقع بين الشباك الخامس و الباب الثالث و هي لوحة من الكذال شكلها مستطيل و كتبت بكتابة مغربية و نصها
الحمد لله جدد بنا هذا الحايط المعلم إبراهيم ابن المرحوم المعلم.... المنيف و المعلم احمد بن المعلم إبراهيم القطي
بمحضر امين الحبس.......
بن بوسعيد بوكانون غفر الله العظيم لهم و لوالديهم و لجميع المسلمين أمين
النقيشة الخامسة
توجد النقيشة فوق شباك و هي على شكل محراب و نصها كالأتي
باسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد النبي الكريم و على اله و صحبه و سلم
جدد هذا الحائط المعلم إبراهيم بن المعلم احمد ابن أبي القاسم القطي و المعلم أبو إسحاق إبراهيم ابن المعلم الظريف المنيف على يد الشيخ الفقيه القاضي الانجد أبو عبد الله محمد بن الشيخ الفقيه القاضي المرحوم أبي العباس احمد..........
نقائش اخرى من الجهة الشرقية
الجامع الكبير بصفاقس منارة دينية و علمية
لعب الجامع الكبير دورا هاما في حياة الصفاقسيين فإضافة إلى دوره الديني كأول و أهم مركز ديني, كان لهذا المعلم دور علمي و ثقافي حيث كان يعتبر فرعا لجامعة الزيتونة و كان التعليم النظامي به على أربع سنوات تنتهي بالشهادة الأهلية و لعب دورا هاما في مقاومة الاحتلال الأجنبي كما كان مكانا لانعقاد الجلسات القضائية و لتنظيم الاحتفالات في المناسبات الدينية خاصة المولد النبوي الشريف حيث يكتسي أبهى حلة بالفوانيس و الزرابي و يحضر به أعضاء المجلس الشرعي و القياد و العمال و المخازنية و كبار العساكر
استعمل الجامع في فترة الحركة الوطنية كمكان للاجتماعات و توزيع المناشير السرية و خرجت منه المظاهرات الشعبية في كل أطوار مقاومة الاحتلال الفرنسي
من بين خطباء الجامع الكبير نذكر حسن الشرفي و عبد العزيز الفراتي الذي توفي سنة 1719
نقائش من الجامع
المصادر
معالم مدينة صفاقس, مجلة معالم و مواقع العدد 20 عبد القادر المعالج
المتاحف و المعالم و المواقع الأثرية بصفاقس, وكالة إحياء التراث و التنمية الثقافية
الملقى في الرحبة لجمعية أوبتيما سيفاكس
المعالم التاريخية بمدينة صفاقس الجامع الكبير مثالا مجلة الفكرية العدد 17 لفريد خشارم
صفاقس للدكتور علي الزواري سلسلة مدن العالم العربي
تاريخ صفاقس الجزء الأول لأبي بكر عبد الكافي
La grande mosquée de Sfax Georges Marçais et Lucien Golvin
Sfax, la région, une nature domptée Ali Zouari et Naceur Baklouti