المظلمة التي تعرضت لها عائلة الكشو أثناء فترة مقاومة الاحتلال الفرنسي لصفاقس

لزاهر كمون

بعد توقيع معاهدة باردو يوم 12 ماي 1881 التي نصت على « الحماية » الفرنسية للبلاد التونسية شهدت العديد من مدن البلاد مقاومة شعبية لهذا الاحتلال و من بين المدن التي عرفت ملحمة كبيرة و مقاومة هامة, مدينة صفاقس التي شهدت توترا منذ 27 جوان 1881 بوصول الباخرة الفرنسية ابن آوى إلى ميناء صفاقس و التي هاجمها الصفاقسيون مما أجبر فرنسا على طلب المدد و جلب السفن الحربية لإخضاع مدينة صفاقس و قد قام الصفاقسيون من جهتهم بقيادة محمد كمون و علي بن خليفة النفاتي بالتحضير لحرب طويلة من خلال إقامة التحصينات وتوزيع الأسلحة على الأهالي ونقل النساء و الأطفال إلى الأبراج

الأسطول الفرنسي على السواحل الصفاقسية

الأسطول الفرنسي على السواحل الصفاقسية

و جاء اليوم الموعود يوم 14 جويلية 1881  الذي سجل تجمع 17 قطعة حربية فرنسية و 151 مدفعا و 6000 جندي و بدأ القصف على صفاقس الذي استمر ليوم 16 جويلية 1881, يوم احتلال الحي الافرنجي و المدينة العتيقة و القصبة

أسفرت المواجهات عن مقتل ما بين 800 و 1000 تونسي و فرض عقوبة على الصفاقسيين تمثلت في حجز 2200 بندقية و فرض تعويض ب 6 ملايين فرنك

يوم 16 جويلية 1881

يوم 16 جويلية 1881

عرفت هذه الفترة ملحمة كبيرة شارك فيها كل الأهالي من سكان المدينة العتيقة و أهل البادية كما شارك فرسان القبائل المجاورة في الحرب و لكن للأسف استطاعت فرنسا السيطرة على مدينة صفاقس وربما يعود ذلك إلى خيانة تعرض لها الثوار؟؟

من هي عائلة الكشو؟

حسب موقع تاريخ صفاقس, يعود أصل عائلة الكشو إلى الأندلس و هي عائلة هاجرت من اشبيلية إلى مدينة صفاقس في القرن الخامس عشر و تعتبر اليوم من أهم العائلات الصفاقسية التي يتقلد أفرادها المناصب الهامة و يشتغلون أهم المهن

عائلة الكشو و الملحمة الصفاقسية

مثل أغلب العائلات الصفاقسية قاومت عائلة الكشو الاحتلال الفرنسي سنة 1881 و حسب بعض الروايات فان عديد الأفراد من هذه العائلة قتلوا في الفترة بين 14 و 16 جويلية 1881 و قد قتل أكثرهم في نهج الباي أو زقاق المر الذي أصبح اليوم يسمى نهج المنجي سليم و قد لقبه بعض الأهالي في صفاقس بنهج الكشاو تخليدا لذكرى استشهادهم

قمت بالاطلاع على وثيقة أمدتني بها السيدة عائدة الكشو محفوظة بالأرشف الوطني التونسي و قد نصت الوثيقة على أن أعيان مدينة صفاقس بعد الاحتلال الفرنسي قاموا بالتحقيق في مسؤولية بعض المقاومين في الدفاع عن صفاقس وحددوا قائمة ب 17 مقاوما حكم عليهم بالإعدام من بينهم 9 من عائلة واحدة وهي عائلة الكشو  وهم: الحاج حسن بن الحاج محمد الكشو و أخوه الحاج محمد و أخوهما الحاج علي و محمد بن الحاج محمد الكشو و أخوه صالح و محمد بن الحاج محمد الكشو و سعيد بن محمد الكشو و رمضان بن الحاج رمضان الكشو و محمد بن الحاج محمد الكشو و توجد بعض الروايات التي تقول أن عائلة الكشو أطردت من المدينة العتيقة و تم افتكاك أملاكهم إلى اليوم

قام الاحتلال حسب الوثيقة بسجن عديد الأفراد من عائلة الكشو بعد نقلهم إلى عنابة و حلف الوادي من بينهم سعيد بن محمد الكشو و محمد بن الحاج محمد كشو و صالح بن الحاج محمد الكشو و الحاج محمد بن الحاج محمد الكشو

المصادر

متحف الذاكرة الوطنية: وزارة الدفاع الوطني

موقع تاريخ صفاقس

صفاقس و الاحتلال للدكتور رضا القلال

الأرشيف الوطني

ردود الأفعال على الاحتلال الفرنسي للبلاد التونسية في سنة 1881: بحوث الندوة الأولى لتاريخ الحركة الوطنية: المقاومة الصفاقسية للاحتلال الاستعماري في سنة 1881 لتوفيق العيادي

Leave a reply

Your email address will not be published.