زاوية سيدي عمر كمون
نص و تصوير زاهر كمون
يعتبر سيدي عمر كمون من الأولياء الصالحين بصفاقس و قد بنى الباشا (مراد الثاني(1665-1675)) زاويته سنة 1630 داخل المدينة قرب برج النار و بنيت المئذنة سنة 1659 و هي معلم مسجل من قبل المعهد الوطني للتراث. كما بنى سيدي عمر كمون قبره إلا انه لم يدفن فيه بل دفن سيدي محمد المصري.
عند وفاة سيدي عمر كمون دفن في باب بحر و عندما أزيل الربض القبلي لتعصيره تم نقل الجثمان إلى الزاوية داخل السور و دفن مع سيدي حريز و الذي كان مدفونا أيضا في باب بحر.
وصف المئذنة
تعتبر المئذنة فريدة من نوعها في المدينة العتيقة بصفاقس حيث تتخذ شكلا رباعيا و مزركشة بنقوش و آيات و محلاة بأقواس و أعمدة, من تصميم محمد بن احمد بن الحاج علي المنيف و أخيه القاسم حسب لوحة منقوشة في المئذنة
لعبت المئذنة دورا هاما في حماية مدينة صفاقس فقد كانت برجا لمراقبة الواجهة البحرية في فترة عرفت تطور الاسطولين المالطي و الايطالي
قصة سيدي عمر كمون
سيدي عمر كمون بن الرايس أحمد كمون كان يعمل جزارا و قد ضاقت به الحال فخرج مثل أغلب الصفاقسية لزيارة الأولياء الصالحين بالساحل مثل أم الزين الجمالية و سيدي عامر المزوغي الذي اشتهت ابنته الليم الحلو و قد كان مع سيدي عمر كمون البعض منه فأهداه إياه. و التالي نال سيدي عمر كمون بركة الزاوية.
ثم عاد سيدي عمر كمون لصفاقس وحدث أن قدم الباشا إلى البلاد و قد إصابته الحمى فدلوه على سيدي عمر كمون الذي طمأنه بالشفاء و طبخ له سمكا بالسكنجبير المتخذ من ماء الزبيب و الخل و جعل فيه من الأبزار ثم فتت فيه خبز الشعير فأكل الباشا و شرب من المرق و نام فزالت العلة و فرح الباشا.
عند رجوع الباشا لتونس استدعى الولي فركب البعير و أبى أن يركب الخيل و ظل بملابسه و لم يلبس لباس البهرج فتلقاه الباشا بفرح ونام عنده مع ابنيه و في الليل شخ ابنه في الفراش فلم يقل سيدي عمر كمون للباشا ما حدث إلا بعد إلحاح و صادف أن طرق شخص باب الباشا قائلا انه وجد كنزا ففرح الباشا و قال إن ذلك سبب الشخاخ فأعطى لسيدي عمر كمون هدية قدرها 800 ريال.
المصادر
نزهة الانظار في عجائب التواريخ و الاخبار, الشيخ مقديش
مدونة النقائش العربية بمعالم مدينة صفاقس, فوزي محفوظ و لطفي عبد الجواد