الطراق أو القرباجي في صفاقس
لزاهر كمون
من بين المهن المشهورة في صفاقس كغيرها من المدن التونسية مهنة الطراق أو القرباجي و الطراق هو السقاء الذي يجلب الماء إلى المنازل و سمي طراقا لأنه يطرق الأبواب ليبيع الماء و سمي القرباجي لان لها قربة ينقل فيها الماء
كان الطراق يجلب الماء من مواجل الناصرية و الفسقيات القريبة مثل فسقية الشعري و فسقية الاغالبة و بئر الشعبوني الذي يقع على بعد خمس عشرة كيلومترا من المدينة و من الحنفيات القريبة في المدينة مثل الحنفية التي توجد قرب سيدي علي الكراي والحنفية بنهج الباي و الحنفية في الجهة الشرقية لمدينة صفاقس
يحمل الطراق الماء في قلة و هي وعاء من الفخار مخروطي الشكل له عروتان يجلب من جربة كما يستعمل قربة من الجلد أو قصدرتين من المعدن مشدودتين بحبل إلى خشبة توضع على كتفيه
يقول المثل الشعبي: اللي يعمل في قربة منقوبة على ظهرو تقطر
يدق الطراق على ابواب المنازل و يقول "الما الما" و يأخذ أجرته مالا
عند الجفاف يقع الاعتماد على الجمّالة و الحمّارة (سائقي الجمال و الاحمرة) لنقل كميات هامة من الماء إلى المساجد و المنازل
كان الاطفال يتجولون في مراكز تجمع المواطنين و قرب محطات الحافلات لبيع الماء قائلين: الماء يا عطشان, امية ماجل ياعطشان, تروي مالعطشة يا عطشان
بعد الاحتلال الفرنسي و مد القنوات لجلب الماء من سبيطلة إلى صفاقس سنة 1906 تناقص عمل الطراقة إلى أن انقرض نهائيا في صفاقس
المصادر
معجم الكلمات و العادات بصفاقس لعلي الزواري و يوسف الشرفي
Sfax aux XVIIIème et XIXème siècles, chronique d’une ville méditerranéenne : Ali Zouari