مدينة الكاف

لزاهر كمون

تقع مدينة الكاف في الشمال الغربي لتونس على بعد 166 كم عن تونس العاصمة و على ارتفاع 750م على جبل الدير. مرت بهذه المدينة العديد من الحضارات و يبقى أقدم موقع اثري بها هو سيدي الزين و الذي يرجع إلى فترة العصور الحجرية

كانت الكاف تحمل اسم سيكا فينيريا و عند قدوم العرب غيروا اسمها إلى شقبنورية و لكن لم يدم الاسم طويلا و تغير بسرعة إلى الكاف كما حملت المدينة اسم سيكا نوفا في العهد الروماني

Kef الكاف

نشأت الكاف بربرية ثم ضمها النوميديون إلى مملكتهم إلى أن احتلها الرومان سنة 107ق م. و بمرور الزمن ترومنت المدينة ثم تطورت إلى رتبة مستعمرة

في الفترة المسيحية كانت الكاف مركزا هاما لأسقفية أنجبت عديد رجال الدين مثل ارنوبيوس.مع قدوم الوندال ألحقت المدينة بمنطقة نفوذ جنسريك و مع انتصاب البيزنطيين حصنت المدينة مما تسبب في صعوبة فتحها من قبل العرب

يقول الواقدي أن الكاف فتحت في عهد عقبة بن نافع إلا أن المالكي اثبت أنها فتحت في زمن زهير بن قيس البلوي حوالي سنة 688م و منذ ذلك الوقت إلى قيام حكم الأتراك فقدت الكاف أهميتها

فمع قدوم الأتراك عرف أهمية هذا المكان الاستراتيجي فاخضعوا قبيلة بني شنوف بعد معارك هامة و شيدوا التحصينات مثل القصبة التي بنيت سنة 1675 و الأسوار التي بنيت سنة 1740

دخل الفرنسيون إلى الكاف و احتلوها في 26 فيفري 1881 و بعد ثلاث سنوات أقيمت بها أول مدرسة فرنسية خارج العاصمة و ارتقت إلى منطقة بلدية و أصبحت سنة 1886 مقرا لمراقب مدني فرنسي

كان عدد سكان الكاف سنة 1911: 6312 من بينهم 4462 مسلم منهم 269 جزائري و 650 يهودي و 1200 أوروبي منهم 800 ايطالي و 340  فرنسي

من أعلام الكاف ابن التيجاني و ارنوبيوس و عبد الملك البرقاوي و محمد التليلي و فتحية خيري و الأمين النهدي و سعاد محاسن

من معالم المدينة

يمكن للزائر اليوم اكتشاف عديد المعالم في مدنية الكاف والتي تعود إلى عصور مختلفة وتمثل ديانات مختلفة أيضا

القصبة

تعتبر القصبة أهم معلم بالكاف ورمزها التاريخي و العسكري و تتكون من قلعتين. أما القلعة الكبرى فقد بناها محمد باشا المرادي سنة 1675 و رممها علي باشا الثاني سنة 1739 ثم أصلحها ووسعها حمودة باشا سنة 1806 لتكون مقرا للجيش الانكشاري

Kasba du kef قصبة الكاف

القصبة

و أما القلعة الصغرى فقد بناها حمودة باشا سنة 1813 في الجهة الجنوبية الغربية من القلعة الكبيرة

معبد المياه

هذا المعلم هو مركب هام جدا يرجع تاريخه إلى منتصف القرن الثالث ميلادي يقع قرب عين المياه الكبرى رأس العين. يتكون المعلم من الحمام ذي القاعة المسدسة الأضلاع و محراب كبير, كما يوجد بالحمام كنيسة صغيرة يعود تاريخها إلى القرن الخامس ميلادي, و المواجل المغطاة بعقود مضلعة تقوم على 54 عمودا و كانت تتسع لأكثر من 5000 متر مكعب من المياه و مغارة النبع الرئيسية

Les thermes romains du Kef الحمامات الرومانية بالكاف

معبد المياه

كنيسة دار القوس

يعود تاريخ هذه الكنيسة إلى القرن الرابع ميلادي و كرست للقديس بطرس. تتكون الكنيسة من المدخل على سقيفة تعقبها قاعة كبرى بها مسكبة محورية تحب بها من الجانبين بلاطتان وطيئتان و في مؤخرتها محراب من الطراز المشرقي

Basilique Saint Pierre du Kef كنيسة القديس بطرس بالكاف

كنيسة دار القوس

البازيليك أو دار الديوان

يرجع تاريخ هذا المعلم إلى القرن الرابع ميلادي و يتألف من باحة داخلية و قاعة كبرى في شكل صليب يوناني مع أربع حجرات يفضي بعضها إلى بعض عبر سلسلة من الطاقات ذات الأحواض. لم تعرف إلى الآن الوظيفة الرئيسية للمعلم فيمكن أن يكون كنيسة أو مخزنا للحبوب أو ديرا أو دارا لإيواء الغرباء. تحول المعلم مع الفترة الإسلامية إلى مسجد

Basilique du Kef بازيليك الكاف

البازيليك أو دار الديوان

زاوية سيدي علي بن عيسى

بنى هذه الزاوية احمد بن علي بو حجر سنة 1784 و تتكون من مدرسة قرآنية و مسجد وتربة أو مقبرة خاصة بأولاد الزاوية و منهم سيدي علي بن عيسى و سيدي يوسف بوحجر

Musée du Kef متحف الكاف

زاوية سيدي علي بن عيسى

احتضنت الزاوية الطريقة الرحمانية في القديم أما اليوم فهي مقر متحف العادات و التقاليد بالكاف

زاوية سيدي بومخلوف

تعتبر زاوية سيدي بومخلوف نموذجا للعمارة الدينية في العهد التركي و المتأثرة بالطراز الأندلسي. أمام الزاوية ممر يفضي اليها, وتتكون من صحن صغير و مئذنة مثمنة قسمها الأعلى محلى بالجليز و منفتح بشرفات مزدوجة في كل ضلع. يصعد إلى المئذنة بمدرج حلزوني ينتهي إلى جامور دائري  فمخروطي إضافة إلى القبتين المبرجتين من الخارج و قبة اخرى عادية

Sidi Boumakhlouf سيدي بومخلوف

زاوية سيدي بومخلوف

تتكون الزاوية أيضا من غرفة للصلاة و العيساوية و غرفتين أخرتين تحويان أضرحة سيدي بومخلوف و رفاقه

بني المعلم حسب الوثائق و النقائش على مرحلتين: في القرن الرابع عشر بنيت القبتان ثم في القرن الثامن عشر بنيت المئذنة

المصادر

وطن الكاف,  مدائن و معالم و أعلام و وثائق لأحمد الحمروني

Leave a reply

Your email address will not be published.