المدرسة الباشية

لزاهر كمون

بنيت هذه المدرسة التي تقع في مدينة تونس في عهد علي باشا (1735-1756) وبالتحديد سنة 1752. وخصصت للتدريس وفق المذهب الحنفي. تعتبر هذه المدرسة من المعالم المرسمة بأمر مؤرخ في 13 مارس 1912

يمكن الدخول الى المدرسة من خلال باب تعلوه نقيشة باللغة العربية وجاء فيها

بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد واله وسلم تسليما

تأمل بديع الحسن من صنعة الايد      وشاهد جميل السر في الوضع من بعد

وعرج على هذي المباني فانما     دعتك الدواعي من اساطينها الملد

تجد جنة لا الطرف يرتد خاسنا     لديها، ولا وجه الملاحة في صد

تناسق ما فيها وحسبك ان ترى         فكل الذي حازته واسطة العقد

ولو نطقت قالت واحر بصدقها     لي الفخر بالباشا وفزت به وحدي

علي ومن يحكيه عزما وهمة       إذا ما تصدى بانيا لعلا المجد

اقام بها للعلم صيتا وكم له     مزايا على الإسلام من طيب النقد

بناها ويأبى الله الا يثيبه      بأحسن اذ يلقاه في جنة الخلد

وإذا كملت باليمن والفتح ارخت     « منازل فتح حلها أيمن السعد »

سنة 1166/1752

يؤدي باب المدرسة الى دريبة مسقوفة بقبو طولي يتوسّطه قبو متقاطع وطولها 10.35 م أما عرضها فهو 3م ويوجد بها دكانات مبنية

تؤدي الدريبة الى ساحة المدرسة المغطاة بالحجارة وبها بئر. طول الساحة 14.25 م وعرضها 12.95 م وتحيطها اروقة من الجهات الأربع لكل منها ثلاثة عقود حدوية الشكل ذات فقرات متناوبة بيضاء وسوداء، ويستند مسقط العقود على أعمدة نحتت من الحجارة السوداء وعددها 12 عمودا. سقفت الأروقة بالخشب ويتوّج أعلى الصحن إفريز يتكون من صفّين من القراميد الخضراء

الساحة

يوجد مسجد في الجهة الغربية اما الجهات الثلاث الأخرى فبها 13 غرفة مختلفة المقاييس وتضيئ نافذة كل غرفة

يمكن الدخول إلى المسجد من خلال باب رئيسي يحيط به إطار من الكذال. بيت الصلاة شكلها مربع ضلعه 13.5 م ومسقوفة بأقبية ترتكز على أربعة صفوف من أعمدة الكذال باستثناء واحد رخامي يوجد في الزاوية الجنوبية الشرقية وتحلّيها تيجان من الطراز التركي ويبلغ عدد الاعمدة 16 عمودا. يتكوّن المسجد من خمسة أساكيب وخمس بلاطات، ويتوسّط الجدار القبلي محراب أطّر بالرخام يحيط به إفريز بارز وتعلوه قبة. على ارتفاع 2.95 م يوجد افريز من الكتابة العربية عرضه حوالي 60 صم ومكتوب بالأبيض على مهاد ازرق. يوجد في الجزء السفلي من جدران المسجد بلاطات من جليز القلالين الذي يحاول تقليد الجليز الأزنيقي أما الجزء الأعلى فمغطى بالنقش حديدة

أصبحت هذه المدرسة اليوم تابعة لوزارة الشؤون الثقافية حيث أقيمت بها مدرسة لتعليم الصناعات التقليدية

المصادر

Leave a reply

Your email address will not be published.