الموسيقى العسكرية بتونس عبر التاريخ

لمحمد زاهر كمون

« لا يخلو موكب رسمي من وجود الموسيقى العسكرية في صدارة التشكيلات العسكرية »

 مع قدوم الاتراك بدات تتكون بتونس فرق موسيقية عسكرية تسمى بالنوبة و من مهامها العزف في الصباح لافاقة الجنود و في الليل للاعلان عن نهاية النشاط و بداية الحراسة الليلية  كما تعزف لاعلان حدث طارئ . كما كانت هذه الفرق تصاحب المحلة و تساند العمليات الحربية و تحيي المواكب و تؤثث المحافل و التشريفات الرسمية و من الالات التي كانت تستعملها الغيطة و الزرنة و الطبل الكبير و النقاريات و النفير و الصنج و التشوغان

تأسست أول فرقة موسيقية عسكرية منظمة في عهد المشير أحمد باي (1837-1855) مع تأسيس المدرسة العسكرية بباردو و جعلت منها الموسيقى العسكرية الخاصة بالباي. كان أول الأساتذة المكونين لهذه الفرقة أجانبا إلى أن تعلم أبناءها القواعد فاخذوا بزمام الأمور

يرجع الفضل لهذه الفرقة و ضباطها بنشر الموسيقى النحاسية بالعاصمة و تدوين و ترقيم العديد من الأغاني من التراث التونسي

كانت الفرقة الخاصة بالباي تعزف السلامات الخاصة به و بعض السلامات التركية و مقطوعات من المالوف و الموشحات

كانت هذه الفرق تتبع الجيش النظامي و من بين مهامها اصدار اشارات الايقاظ و التجمع و التنبيه لمرور ضابط سام و تبديل الحراسة و تحريك المجموعات العسكرية و الاستعراضات  كما كان لفرقة الباي مهام اخرى اهمها الاعلان عن حضور الباي و تحيته و مواكبة التشريفات و استقبال الوفود  الديبلوماسية و تاثيث الاعياد الدينية و من الالات التي كانت تستعملها الكرنيطة و الكورنات و الطرنبيطة و الطنابر و الطبول و الصنوج و القبعة الصينية

بعد الاحتلال الفرنسي سنة 1881 تكونت عديد الفرق الموسيقية بالمدن التونسية و كانت متمركزة ضمن وحدات الجيش الفرنسي

بعد الاستقلال و تأسيس الجيش التونسي في 24 جوان 1956 أحدثت سرية للموسيقى مكونة من العناصر التي كانت تنتمي لموسيقى الباي و بعض العناصر من التونسيين الذين كانوا يعملون في الفرق النحاسية للجيش الفرنسي و بعض الأفراد المنتدبين

armée tunisienne

سنة 1961 تم تكوين موسيقى خاصة بالبحرية و أخرى خاصة بجيش الطيران

سنة 1968 تم بعث المركز العسكري لتكوين (كليك) و موسيقى الجيش. و في سنة 1980 بعثت مجموعات موسيقية داخل الألوية لتغطية الأنشطة الداخلية لكل لواء

مهام سرية الموسيقى

من بين مهامها أداء المراسم الرئاسية و العسكرية و تكوين العازفين على مختلف الآلات المستعملة في الطواقم ذات الصبغة العسكرية لفائدة الجيوش الثلاث و وزارة الداخلية و أمن رئيس الدولة

  كما تشارك السرية في تنشيط الحياة الثقافية بالبلاد و تمثيل تونس في الخارج مثل فرنسا و المانيا و بلجيكا

تركيبة الفرقة

تتألف الفرقة التونسية من مجموعة الإيقاع و تتكون من الطمبور و البوق و الطبلة و هذه المجموعة تضفي الطابع العسكري و النظامي على العزف و المجموعة الثانية و هي الموسيقى و تحتوي على جميع الآلات ماعدى البوق و هي قريبة من الاوركسترا الهارموني لما تحتويه من آلات جديدة مثل الفلوت و الهوبرا و الكور

armée tunisienne الجيش التونسي

المجموعتان تعملان جنبا إلى جنب في بعض الأحيان و في الغالب تعمل كل واحدة على حدة فالمجموعة الأولى تستعمل عند المواكب الرسمية المصغرة التي لا تستوجب عزف الأناشيد

الطابع الموسيقي

تتميز كل فرقة موسيقية عسكرية في العالم بطابعها و يتميز الطابع التونسي بأنه قريب من الطابع الايطالي إلا انه تأثر بالطابع الفرنسي نظرا للاحتلال كما أن بعض المعزوفات و القطع تتميز بالطابع التركي

armée tunisienne

البرنامج الموسيقي

يتكون البرنامج الموسيقي للسرية من السير العسكرية التونسية و بعض السير الأجنبية و الأناشيد الدولية المحينة و التراث التونسي و الشرقي من مالوف و موشحات و بشارف

المصدر

الموسيقى العسكرية التونسية للمقدم عماري الشريف من مجلة الدفاع العدد 37

حفريات في ذاكرة الموسيقى العسكرية التونسية من بداية القرن 17 إلى نهاية القرن 19 للدكتور أنيس المؤدب

Leave a reply

Your email address will not be published.