جامع يوسف داي
لمحمد زاهر كمون
أصبحت تونس ولاية عثمانية منذ القرن السادس عشر و بالتحديد منذ سنة 1574 و منذ قدوم الأتراك عاد المذهب الحنفي بقوة و اصبح المذهب الرسمي للدولة مع المذهب المالكي فتم تحويل عديد الجوامع إلى المذهب الحنفي لاستقبال الوافدين الجدد مثل جامع القصر و جامع القصبة كما بنوا عديد الجوامع الأخرى طوال فترة الحكم العثماني لتونس و من بين هذه جوامع جامع حمودة باشا والجامع الجديد الذي بناه مؤسس الدولة الحسينية الحسين بن علي و جامع يوسف صاحب الطابع إلا أن جامع يوسف داي يعتبر هو أول الجوامع العثمانية المبنية بتونس
بني هذا الجامع سنة 1612 (أو من 13 نوفمبر 1614 إلى 14 أكتوبر 1615 حسب اختلاف المصدر) و قد عرف في البداية بجامع البشامقية. لم تدم مدة البناء أكثر من 11 شهر حسب النقيشة الموجودة بالجامع و التي أظهرت أيضا مهندس الجامع و هو ابن غالب الأندلسي الذي بنى أيضا مدرسة مقام سيدي الصاحب بالقيروان كما كان له أعمال في جامع الزيتونة
بني الجامع وفق نظام »الكليا » المعتمد في اسطنبول و يتمثل في مجمع مكون من عديد المباني مثل المدرسة اليوسفية و الترية و الميضاة و المقهى و الأسواق مثل سوق اللفة و سوق الترك و سوق البشامقية و سوق البركة و سوق اللفة
يكون الدخول إلى المسجد من خلال خمسة أبواب تؤدي إلى صحن يحيط ببيت الصلاة من الجهات الثلاث مثل جامع بيالي باشا في اسطنبول الذي بني سنة 1585 و جامع ياني فاليد المشهور و يوجد في الصحن الشرقي محراب يستعمل في فصل الصيف
بيت الصلاة اعتمد في تسقيفها على غابة من الأعمدة و هي طريقة محلية للتسقيف و ذو شكل مستطيل طوله 27.3م و عرضه 24.4م . يقع الدخول إلى بيت الصلاة من خلال خمس أبواب.و تتكون من تسعة بلاطات و سبع مسكبات, و يتكون السقف من أقبية متقاطعة محمولة على 48 عمود. تم استعمال تيجان قديمة مأخوذة من مواقع أثرية أخرى في التسقيف
المحراب بعمق 1.6م و بعرض 1.6م و بارتفاع 3.2م ذو زخرفة جصية أندلسية و لوحات رخامية في الأسفل. العقد الحدوي الذي يحيط بالقسم الأعلى للمحراب يتكون من فقرات رخامية متناوبة بيضاء و سوداء
المنبر مبني و قار و مكسو بلوحات من المرمر الملونة
يوجد بالجامع الختمة لقراءة القران و المحفل الذي يجمع الخواجات الحنفيين و هما ذو أصل عثماني
المئذنة مثمنة على الطراز العثماني وهي بارتفاع 22م و نجد مثلها في اسطنبول و مصر و سوريا
قام الخطاط محمد بن عبد الكريم و هو ذو أصول تركية بتزويق المسجد و تم الاعتماد في الكتابات على خط الثلث و هو خط شرقي
في صحن المسجد نجد تربة ذو جدران مغطاة بلوحات رخامية على الطراز الايطالي و ذو سقف على شكل هرم مغطى بالقرميد الأخضر و نجد في الداخل قبور المدفونين ذو شواهد قبرية رخامية مزينة و أعمدة ذات عمامات
المصادر
- L’hégémonie ottomane au Maghreb, entre l’application du modèle de Sinan de Turquie et les innovations Locales: Barkani Abdelaziz
- Tunis sous les ottomans : art et architecture
- Histoire de l’architecture en Tunisie: Leila Ammar
- Tunis, architecture et art funéraires: Ahmed Saadaoui
- Tunis, ville ottomane, trois siècles d’urbanisme et d’architecture: Ahmed Saadaoui
معالم و مواقع العدد الخامس و العشرون جوامع مدينة تونس في العهد العثماني دراسة تاريخية و فنية و معمارية لمحمد الباجي بن مامي
ترب مدينة تونس محمد الباجي بن مامي