تربة الحسين بن علي الأولى أو تربة للة منانة الجنوية أو تربة الفلاري
لزاهر كمون
تقع هذه التربة في مدينة تونس قرب تربة البايات وقد بناها الحسين بن علي مؤسس الدولة الحسينية. بدأ الانشاء سنة 1708 وانتهى بعد سنتين. تحوّلت هذه التربة إلى تربة للنساء والأطفال بعد بناء تربة الحسين بن علي الجديدة (في الجامع الجديد أو جامع الصباغين). دفنت في هذه التربة للة منانة أصيلة مدينة جنوة (جاءت كعبدة في أحد السفن) والتي تزوجها الحسين بن علي وانجبت له أربعة أطفال مما مكنها من الحصول على مكانة مرموقة في حرم الباي. كانت التربة تسمى في بعض الأحيان تربة أم محمد وعلي باي أو تربة الفلاري
شكل التربة مربع وواجهتها من الحجر الرملي أو الحرش أمّا الحجارة الكلسية فقد استعملت في التأطير. يوجد بكل واجهة من الواجهات الثلاثة اقواس بدون شباك الا القوس الأوسط كما يوجد بكل واجهة نقيشة مكتوبة باللغة العربية
استعملت مختلف الزخارف في تزيين هذه الواجهات مثل الزخارف الشرقية والزخارف الزهرية وتوجت بحافة من القرميد الأخضر كما غطيت قبة التربة بقرميد صغير اخضر أيضا
من بين نقائش التربة
النقيشة الأولى
أروض مغفرة بالنور قد غشي أم تاج مملكة بالحسن قد وشي
أم تربة نشأت عن اذن معترف بأن راح المنايا للفنا ملي
حسين بن علي باي مملكة من حلمه كل ملك في الورى نسي
يسائل الرب بالهادي البشير عسى بمحض فضل غدا يلقاه قد رضي
يا ربنا بأولي العزم الكرام اطل بقاه فوق منصات الهنا جلي
واغفر جناياته وأقبل دعائي في تأريخه: ألطف به يا خير من دعي
النقيشة الثانية
اليك مد أمير المؤمنين يدا يستمطر العفو من سحب الرضا مددا
قد اشفقت قبله اب الوعيد وما اعدت (كذا) من عملي ليومها عددا
وغاية الأمر ان حف الورى عمل وقربة انّ لي في الفضل معتمدا
فالأمر يومئذ لله انّ له في خلقه رحمة لم أحصها عددا
وهاك عبدك يا مولاي معترف وأنت ذو الفضل فاغفر ما خفي وبدا
سنة 1122
المصادر
- Ahmed Saadaoui : Tunis ville ottomane, trois siècles d’urbanisme et d’architecture
- Ahmed Saadaoui : Tunis, architecture et art funéraires