التصوف عند يهود تونس

لزاهر كمون

عاش اليهود في تونس منذ الاف السنين وانتشروا في مختلف المدن التونسية، ولهؤلاء اليهود عديد الاصول فينتمي بعضهم الى القبائل البربرية اليهودية وهم أقدم اليهود بتونس ويعرفون بالتوانسة وبعضهم اتى من الاندلس وبعضهم الاخر من مدينة القرنة الايطالية ويعرفون بيهود القرانة ومنهم من اتى من فرنسا بعد الاحتلال الفرنسي ومنهم من قدم من ليبيا. وقد آمن يهود تونس مثل المسلمين بالعديد بالخوارق والسحر والعين والحسد وكان لهم اولياء انتشروا ببعض المدن التونسية وقد تعوّد يهود تونس على زيارة اضرحتهم خاصة في فصل الربيع وتسمى الزيارة بالهيلولة حيث ينتقل اليهود الى مقام الولي ويقيمون الصلاة ويقرؤون ما جاء في التوراة وكتاب القبالا ويشعلون الشمع ويغني الحاضرون بصوت مرتفع لجلب القوات الخفية حسب اعتقادهم حتى تخلصهم من متاعبهم ومشاكلهم وامراضهم وتتبع الأغاني رقصات صوفية ويزور اليهود التونسيون الاولياء للعلاج من الامراض النفسية خاصة من الأرواح الشريرة ومن العقم مقابل صدقة للقائمين بالمقام

 وفيما يلي تقديم لبعض هؤلاء الاولياء:

الربي فراجي شواط

عاش هذا الربي في زمن عثمان داي ودفن بتستور

مقام الربي فراجي

تقول الرواية الشعبية ان الربي فراجي بن نسيم شواط قدم من المغرب واستقر بباجة وعرف بالصلاح وعند مماته نقل جثمانه على بغلته كما أوصى وعند اقتراب الموكب من تستور اعترضه جيش وعندما حاول القائد رفع يده ضد الموكب تجمدت واستطاع الموكب مواصلة السير حتى أدرك واد مجردة وهناك حصلت المعجزة الثانية حيث انفتح له نفق تحت الماء واستطاع العبور وحينها وصل الموكب لموضع ما أصبح بعد ذلك مقبرة اليهود، توقفت البغلة وهناك دفن الربي فراجي

تشير رواية أخرى ان الربي فراجي طرد من الاندلس بعد ان نكل المسيحيون به وبعائلته

الربي يوسف المغربي او المعرابي

عاش هذا الربي بالحامة

مقام يوسف المعرابي

الهيلولة سنة 1945

الربي يعقوب سلامة

مقام يعقوب سلامة

يعتبر الربي يعقوب سلامة من اهم الشخصيات اليهودية في مدينة نابل وهو أحد المفسرين للتلمود وعاش خلال القرن الثامن عشر بتونس العاصمة ثم انتقل الى نابل وتوفي بها سنة 1774

كان يدير مدرسة تلمودية بتونس العاصمة بالتعاون مع الربي الفاسي

من بين الاساطير التي تحدثت عنه: خلال إقامة قصيرة بنابل نجح بفضل الصوم والصلاة بإيقاف وباء الكوليرا الذي انتشر في المدينة وفي كل ساحل الوطن القبلي

توفي ليلة السبت ويعتبر ذلك فضل من الله حسب اليهود. تلقى تلاميذه الخبر بصفة غريبة وغامضة وبتدخل إلهي انتقلوا من تونس الى نابل لحضور جنازة معلمهم وكعلامة للحداد لبس التلاميذ ملابس ممزقة

يزور اليهود مقام يعقوب سلامة خاصة يوم السنة اليهودية روش هاشانا ويوم كيبور

الربي حي طيب

ولد سنة 1743 وتوفي سنة 1837 وعرف بحبه لمشروب البوخة. كان الربي حي طيب عالما بميدانه ومفسرا للتوراة والقبالا

مدفون اليوم بمقبرة بورجل في تونس العاصمة

الربي بينحاس اوزان

تتم زيارة هذا الولي من قبل اليهود في مدينة المكنين

دعوة لزيارة الربي بينحاس اوزان

الربي مسعود الفاسي

 

مقام الربي مسعود الفاسي

يهود تونس والولي الصالح سيدي محرز بن خلف

سيدي محرز بن خلف هو أبو محفوظ محرز بن خلف بن زين، ولد سنة 951 م وتوفي سنة 1022م، تتلمذ في مصر وكان كثير التردد على القيروان. ساهم في نشر المذهب المالكي و يعتبر ضريحه بمدينة تونس من اهم المزارات اليوم.  اكتسب سيدي محرز مكانة لدى اليهود فقد سمح لهم بالعيش داخل سور مدينة تونس و نجد اليوم اسطورتان مرتبطتان بهذه القصة

الاسطورة الاولى:

تقول الاسطورة ان سيدي محرز بن خلف لاحظ مدى تعسف الموحدين على يهود تونس عند قدومهم الى افريقية, حيث كان اليهود يقطنون خارج المدينة العتيقة بمنطقة الملاسين فراف بحالهم فتدخل لدى السلطات لكي ينتقلوا للعيش قرب مسجده و يقال انه صعد الى صومعة مسجده و رمى حجرا لوضع حدود حارتهم الجديدة. يبدو ان اول من أرخ لهذه الاسطورة هو دافيد كازاس مدير مدرسة الرابطة الاسرائيلية العالمية

ملاحظة حول الاسطورة الاولى: سيدي محرز بن خلف عاش قبل قرون من قدوم الموحدين وبالتالي لا يمكن له ملاحظة تعسفهم مع اليهود وقد انتقد العديد من الكتّاب هذه الاسطورة مثل روبار برانشفيك وبول صباغ وروجي هادي ادريس ومحمد بلخوجة

الاسطورة الثانية

نقل هذه الرواية ر. بوكيرو دي فولينيي وتقول ان الحاخام المعاصر لسيدي محرز امر الحرفيين اليهود بصنع سيفين متشابهين فقدم أحدهما هدية للباي وأخبره بان هنالك سيفا ثانيا مشابها يوجد في القسطنطينية وان هنالك شخصا واحدا لديه كرامات يستطيع ان يجلبه في ليلة واحدة وهو محرز بن خلف وعندما طالب الباي هذا الأخير احضاره، التجا الى الحاخام للخروج من المازق فاشترط عليه الحاخام التدخل لدى الباي للسماح لاربع عائلات يعودية بالاقامة داخل اسوار المدينة ومنذ ذلك الحين غادر اليهود منطقة الملاسين وسكنوا قرب الولي

https://journals.openedition.org/socio-anthropologie/157

A l’ombre de la Ghriba de Djerba, quatre autres pèlerinages juifs se déroulent à Tunis, Testour, El Hamma et Nabeul

المصادر

خليفة محمد سالم الاحول، يهود مدينة طرابلس الغرب خلال الحكم الإيطالي 1911-1943

فاطمة بوعمامة، اليهود في المغرب الإسلامي خلال القرنين السابع والثامن هجري الموافق ل 14-15 ميلادي

عبد الرحمان بشير، اليهود في المغرب العربي, 22-462 ه, 642-1070 م

عطا ابو رية، اليهود في ليبيا والجزائر وتونس

محمد العربي السنوسي، التصوف الشعبي ليهود تونس: دراسة لبعض النماذج، الحياة الثقافية، السنة 25, العدد 112, فيفري 2000

احمد الحمروني، تستور وثائق ودراسات

  • La Gazette d’Israël, 27 Avril 1950
  • Monument du vénéré Jacob Slama, fondé en 1935 par MM. Karila, Nabeul
  • Arditti, les épitaphes rabbiniques de l’ancien cimetière israélite de Tunis, revue tunisienne, 1931
  • Arditti, les épitaphes rabbiniques de l’ancien cimetière israélite de Tunis, suite, revue tunisienne, 1931
  • Arditti, les épitaphes rabbiniques de l’ancien cimetière israélite de Tunis, suite 2, revue tunisienne, 1932
  • Un rabbin Tunisien du XVIIIème siècle, Rabbi Hai Taieb, revue tunisienne

Leave a reply

Your email address will not be published.