جامع الحسين بن علي أو جامع الصباغين أو الجامع الجديد
لزاهر كمون
بني الجامع الجديد أو جامع الصباغين في عهد الحسين بن علي مؤسس الدولة الحسينية سنة 1726 على شكل مركّب أو كلية (كما يسمى عند العثمانيين) ويتكون من جامع ومدرسة وتربة دفن بها سيدي قاسم الصبابطي وكتّاب وسقاية. يقع هذا الجامع في مدينة تونس وكانت أول صلاة به يوم الاحد 14 شعبان سنة 1139 (1726)
صمم هذا الجامع على الطراز العثماني فنجد به المئذنة المثمنة والمحفل والختمة والمنبر المبني كما جُلب الجليز الذي استعمل للتزويق من تركيا (فخار ايزنيك) وخصص الجامع للمذهب الحنفي
شكل الجامع
تفتح واجهة الجامع على نهج الصباغين وهي مبنية من الحجر الرملي ومزينة بعقود حدوية صماء موضوعة على أعمدة أسطوانية من الكذال. بالواجهة مدخلان احيطا بإطارين الأول من الكذال والثاني من الحجر الرملي
عند الولوج من أحد المدخلين نصل الى الصحن والذي يقع في الجهة الشرقية من المعلم وتحيط به ثلاثة أروقة تحملها سوار رخامية شبيهة بأعمدة بيت الصلاة تيجانها من النوع الأيوني الجديد جُلبت من مقاطع كرارة الإيطالية. توجد في الصحن المئذنة المثمنة التي ارتفاعها 16.7 م كما يوجد محراب خارجي بعمق 0.55 م
شكل بيت الصلاة مستطيل (طوله 17.2 م وعرضه 14.15 م) ويمكن الدخول اليها من خلال 6 أبواب ثلاثة منها تربط بيت الصلاة بالمدرسة ومدخلان يفضيان إلى الصحن والأخير يؤدي إلى التربة. تتكون بيت الصلاة من ثلاثة بلاطات طولية وأربعة عرضية موازية لجدار القبلة يرتكز سقفها على أعمدة رخامية وسقفت بأقبية طولية على مستوى الجانبين وأقبية متقاطعة عند مستوى البلاطة الوسطى. يوجد بهذه القاعة قبة وحيدة وهي قبة المحراب. زينت الجدران بخزف ايزنيك بارتفاع 3 متر وتتكون الزخارف من العناصر النباتيّة والزهريّة كأغصان الأشجار المتفرعة والأوراق وزهر القرنفل والياسمين والرمان الزاس والأكانتس واللوحات الشرائطية. أما في الجزء العلوي من الجدران نجد النقش حديدة. استعملت في تزويق بيت الصلاة أيضا بلاطات من الخزف الأوروبي
بني المحراب على شكل حنية نصف دائرية متجاوزة تتوّجها نصف قبة ويرتكز مسقط العقد على ساريتين قصيرتين من المرمر الأسود ذي تيجان كأسية ذهبية اللون، وحظي تجويف المحراب بكسوة من الجصّ المزخرف بأشكال هندسية متشابكة، أمّا المستوى السفلي فاحتوى طاقات من المرمر المتناوب الألوان بين الرمادي والأحمر القاني والأسود المجزع
منبر الجامع مبني ومكسي بلوحات رخامية ملونة مأخوذة عن الفن الباروكي. كما يوجد ببيت الصلاة محفل يجلس الخوجات للذكر والترتيل وختمة مصنوعة من الخشب مخصصة لوضع كتب القرآن
التربة
يوجد بمركب الجامع تربة دفن بها العديد من أفراد العائلة الحسينية مثل الحسين بن علي ومحمد باي والوليين الصالحين سيدي قاسم السبابطي وسيدي قاسم الزواوي
المصادر
- Ahmed Saadaoui : Tunis ville ottomane, trois siècles d’urbanisme et d’architecture
- Ahmed Saadaoui : Tunis, architecture et art funéraires
- http://www.mawsouaa.tn/wiki/%D8%AD%D8%B3%D9%8A%D9%86_%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D8%A7%D9%8A
- محمد الباجي بن مامي: ترب مدينة تونس
- محمد بن الخوجة: تاريخ معالم التوحيد في القديم والجديد