عائلة المنيف بصفاقس

لزاهر كمون

أل المنيف هي واحدة من أشهر عائلات صفاقس يعود أصلها البعيد إلى الجزيرة العربية فمنهم من يقول أن أصلهم يعود إلى قبيلة بني هاجر أو قبيلة بني تميم أو قبيلة ثقيف أو قبيلة هذيل. هاجر أفراد من عائلة المنيف مع الفتوحات الإسلامية إلى الأندلس و استقروا بها و قد اشتهروا في تلك الفترة بعديد الصناعات مثل البناء و الحرف

عند سقوط الأندلس بداية من القرن السادس عشر, غادر أل المنيف الأندلس نحو شمال إفريقيا و استقر بعضهم بصفاقس و قد أكد الأستاذ عبد الواحد المكني ذلك في كتاباته كما ذكر ألقابا أخرى من أصل أندلسي و هي عائلات الشرفي و النيفر و قبادو و الأندلسي. وقد اشتهر أل المنيف في صفاقس كبنائين و أمناء بناء و قد ساهموا في بناء و ترميم اغلب معالم المدينة العتيقة. و احتكروا في بعض الأحيان أمانة البناء مع عائلة بوزيد

من انجازات عائلة المنيف في صفاقس

الجامع الكبير بصفاقس

بني الجامع الكبير في القرن التاسع ميلادي علي يد علي بن سلم البكري و قد شهد عبر التاريخ عديد الترميمات و التوسعات و منها التي قام بها أل المنيف

الجامع الكبير بصفاقس grande mosquée de Sfax

المحراب

قام الطاهر المنيف ببناء المحراب الجديد للجامع سنة 1758 و قد ذكره شاعر صفاقس الغراب في أبيات نقشت على المحراب تقول

ته يا صفاقس و افتخر طول المدى

عجبا بمسجدك العديم مثاله

سيما بمحراب تكامل حسنه

و يزيد في نظر اللبيب جلاله

أبدى المنيف به المعلم طاهر

ما رق من نقش و راق جماله

حتى تكامل قلت فيه مؤرخا

محراب مسجدك انتهى إكمال

كما قام أل المنيف بعديد الترميمات الأخرى تخلدها نقائش محفوظة في الجهة الشرقية من الجامع و من بينها نقيشة توجد فوق شباك و هي على شكل محراب و تقول

باسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد النبي الكريم و على اله و صحبه و سلم

جدد هذا الحائط المعلم إبراهيم بن المعلم احمد ابن أبي القاسم القطي و المعلم أبو إسحاق إبراهيم ابن المعلم الظريف المنيف على يد الشيخ الفقيه القاضي الانجد أبو عبد الله محمد بن الشيخ الفقيه القاضي المرحوم أبي العباس احمد..……..

الجامع الكبير بصفاقس grande mosquée de Sfax

النقيشة

و نقيشة أخرى تقع  بين الشباك الخامس و الباب الثالث و هي لوحة من الكذال شكلها مستطيل و كتبت بكتابة مغربية و نصها

الحمد لله جدد بنا هذا الحايط المعلم إبراهيم ابن المرحوم المعلم…. المنيف و المعلم احمد بن المعلم إبراهيم القطي

بمحضر امين الحبس…….

بن بوسعيد بوكانون غفر الله العظيم لهم و لوالديهم و لجميع المسلمين أمين

باب البحر بصفاقس

يعتبر باب البحر بصفاقس من أقدم أبواب المدينة العتيقة و فتح مع باب الجبلي على البحر منذ القرن التاسع ميلادي. أخذ بعد ذلك اسم باب الديوان لأنه في زمن قديم تعرض الباب للإهمال فقام ديوان الدولة العثمانية بتونس بترميمه

توجد نقيشتان على الباب من الجهتين الداخلية و الخارجية و من خلال النقيشتين يمكن أن نفهم أن أل المنيف هم الذين قاموا بترميم الباب

و تقول النقيشة الخارجية

في أواخر شهر ربيع الثاني عام ست و خمسين بعد الالف

صنعه المعلم….. المنيف و المعلم احمد المنيف و المعلم عبد اللطيف المنيف

….. غفر الله لهم

باب بحر صفاقسbeb bhar sfax

النقيشة الخارجية

و نفهم من هذه النقيشة أن احمد المنيف و عبد اللطيف المنيف و فرد أخر من عائلة المنيف قاموا بترميم الجامع سنة  1056ه أي سنة 1646م

و النقيشة الداخلية تقول

جدد تاج هذا الباب المبارك علي يد الحاج

عبد العزيز السلامي مقدم سور البلد

منفقا عليه من مال السور المذكور و بمشورة

أهل الحل و العقد, و أذن من يجب بالبلد

على يد الراجي عفو ربه اللطيف المعلم طاهر

ابن المرحوم احمد المنيف, و بني في شوال سنة 1161م

باب بحر صفاقسbeb bhar sfax

النقيشة الداخلية

و نفهم من هذه النقيشة أن الطاهر المنيف ابن احمد المنيف قام بترميم الباب سنة  1748م

باب الجبلي

بني باب الجبلي مثل باب البحر في القرن التاسع ميلادي و قد  جدد عديد المرات منها مرة جددها بنّاء من عائلة المنيف و يخلد ذلك  نقيشة موجودة من الباب الخارجي لباب الجبلي و تقول

بسم الله الرحمان الرحيم

و صلى الله على سيدنا محمد

جدد هذا الباب في طالع

سعد, على أكمل إتقان

حضنته بالله من ظالم

و قلت يا ربي ارحم الباني

و احلم على الخراط صاحب

هذا النظم بالعفو و الغفران

لما انتهى استكمال تجديده

أرخته جدد في شعبان

على يد محمد المنيف و التاجر

الامين ابراهيم السلامي سنة

1224ه

Beb jebli Sfax باب الجبلي صفاقس

النقيشة الخارجية

و نفهم من هذا النص ان الباب وقع تجديده في فترة حمودة باشا باي سنة 1224ه و بناه محمد بن الطاهر المنيف و وكيل السور ابراهيم السلامي سنة 1809م

مئذنة جامع سيدي عمر كمون

جامع سيدي عمر كمون Mosquée sidi amar kammoun

مئذنة جامع سيدي عمر كمون

شيدت المئذنة التي توجد في نهج برج النار قرب باب البحر بالمدينة العتيقة بصفاقس سنة 1077ه  (1666م) و بنيت بعد الزاوية التي شيدت سنة 1040ه (1630م) و مؤسسها عمر بن الرائس احمد كمون

جاء فوق المئذنة بالواجهة الشمالية لوحتان من الكذال داخل قوسن متجاورين نقش فوق الأولى

بسم الله الرحمان الرحيم, و صلى الله على سيدنا محمد و على اله

و صحبه, بنيت هذه الصومعة المباركة على يد الفقير إلى ربه

الشيخ عمر بن الرائس احمد كمون

و تقول الثانية

جعلها عمر من ماله, إلى نفسه ابتغاء وجه

الله العظيم, و الله لا يضيع اجر المحسنين, و صنعها المعلم

محمد ابن المرحوم احمد بن الحاج علي المنيف, و آخيه قاسم

في جمادى الأولى عام سبعة و سبعين و ألف من هجرة نبينا

صلى الله عليه و سلم

احدى نقائش ضومعة جامع سيدي عمر كمون

احدى نقائش صومعة جامع سيدي عمر كمون

زاوية سيدي أبي الحسن الكراي

يعتبر أبو الحسن الكراي من أشهر أولياء صفاقس و كان يلقب بسيدي الخموسي. توجد زاويته اليوم في البطحاء التي تحمل اسمه و تتركب من سقيفة بها روضة الشيخ و تنتهي بالداخل إلى صحن رحب بصدره بيت الصلاة كثيرة الزخرفة بالأزهار و الآيات القرآنية و جاء بنقيشة من الكذال توجد بالرواق على جداره الجنوبي البسملة و التصلية ثم

هذا المقام المبارك بناه المعلم محمد بن المرحوم المعلم احمد بن المعلم الحاج علي المنيف عام اثنين و ثمانين و ألف 1082ه

النقيشة

النقيشة

و نفهم من هذه النقيشة ان المعلم محمد المنيف هو الذي بنى الزاوية سنة 1671م

فسقيات الحديقة العمومية التوتة اليوم
تحدث الشيخ مقديش في كتابه نزهة الأنظار في عجائب التواريخ و الأخبار بإطناب على معلم بناه علي بن حسين باي  و هما فسقيتا الحديقة العمومية التي تسمى اليوم بالتوتة و هما الفسقيتان الكبرى و الصغرى. أمر الباي القايد بكار الجلولي ببناء هذه الفسقيات سنة 1772 و قد بدأ الحفر في ديسمبر 1772 و انتهى في جويلية 1774
هاتان الفسقيتان من بناء المعلمين سعيد القطي  و الطاهر المنيف. من بين الأملاك المحبسة لحساب الفسقيتين فندق بني في الربض الجنوبي سنة 1778

فسقية الباي سنة 1950

فسقية الباي سنة 1950

السقالة الدفاعية

محمد المنيف بن الطاهر المنيف بنى السقالة الدفاعية في مقابلة مرسى المراكب بصفاقس في حرب صفاقس مع البلنسيان

برج المنيف
يقع برج المنيف في طريق منزل شاكر و بالتحديد في المدرسة الإعدادية 1 ماي و يتكون من طابق أرضي و طابق أول. يعتبر هذا البرج من أقدم أبراج صفاقس و مبني بشكل هرمي ذو باب واحد و عديد النوافذ الصغيرة

Borj Sfax برج صفاقس

برج المنيف

مقام سيدي مهذب بالصخيرة بصفاقس

نقيشة من سطرين توجد في المكان بين تاج يمين المحراب و القوس بمقام سيدي مهذب و تقول

بنى هذا المقام المبارك المعلم محمد بن المعلم احمد المنيف في الشهر المعظم اخر عام خمس و ثمانين و الف و حضر الشيخ علي بن المرحوم محمد بن سالم المحرصي و الصلاة و السلام على سيدنا محمد رسول الله

شاهد قبر محفوظ اليوم بمتحف القصبة

musée Kasba Sfax متحف القصبة صفاقس

شاهد القبر

يوجد شاهد قبر محفوظ اليوم في متحف القصبة بصفاقس و هو للمعلم محمد المنيف. يحمل شاهد القبر نقيشة تقول

الحمد لله

هذا قبر الفقير الراجي

العفو و المغفرة من الملك

اللطيف المعلم محمد بن

المرحوم المعلم طاهر بن

المرحوم المعلم احمد بن المرحوم

المعلم محمد بن المرحوم المعلم

احمد بن المرحوم المعلم الحاج علي

المنيف توفي رحمه الله و غفر له

في شهر ربيع الأول عام

أربعة و ثلاثين و مايتين و ألف

نفهم من هذه النقيشة أن المتوفي محمد المنيف كان أبوه طاهر و أجداده أحمد و محمد و أحمد و الحاج

المصادر

الحياة العائلية بجهة صفاقس بين 1875 و 1930 لعبد الواحد المكني

Sfax aux XVIII ème et XIXème siècles, chronique d’une ville méditerranéenne : Ali Zouari

تاريخ صفاقس الجزء الأول الحياة العمرانية لأبي بكر عبد الكافي

تاريخ صفاقس الجزء الثالث رجال و أعلام لأبي بكر عبد الكافي

الأصل و الفصل في تاريخ عائلات صفاقس لعبد الواحد المكني

Saints de la région de Sfax des hommes et des monuments Othman Ammar

نزهة الأنظار في عجائب التواريخ و الأخبار لمحمود مقديش

Leave a reply

Your email address will not be published.