مدارس مدينة تونس
لزاهر كمون
تتميز مدينة تونس بوجود العديد من المدارس التي بنيت في فترات مختلفة وقد لعبت دورا مهما طوال مئات السنين فكانت مركزا لتعليم و ايواء الطلبة من المذهبين المالكي و الحنفي
المدرسة الشماعية
تعتبر المدرسة الشماعية أو مدرسة الشماعين أقدم مدرسة في الغرب الاسلامي و تعود الى العهد الحفصي حيث أمر ببنائها أبو زكريا يحيى الأول سنة 1274 في حين تتحدث بعض المصادر عن سنة 1237
سميت المدرسة بهذا الاسم لوجودها بسوق الشماعية حيث يعمل الحرفيون لصنع الشمع من شهد العسل. وكان من أشهر مدرسيها أبو القاسم بن البراء و أبو القاسم ابن زيتون و من أشهر تلاميذها ابن خلدون
في العهد العثماني قام أبو الغيث القشاش و أحمد خوجة بترميمها وأصبحت خاصة بتلاميذ المذهب الحنفي
تعتبر المدرسة الشماعية معلما مرتبا منذ 19 اكتوبر1992 و أصبحت مركزا للتكوين المهني لتعليم حرف الصناعة التقليدية بعد الاستقلال
الوصف
يقع الدخول للمدرسة بعد الصعود 9 درجات من الحجارة. تتكون في الداخل من صحن تحيط به أروقة من الجهات الاربعة ويوجد في الرواقين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي إيوانان محاطان بغرف الطلبة وهما ذو طابع شرقي. يمكن الصعود من خلال درج الى الطابق العلوي حيث يوجد مسجد كما يوجد مسجد اخر في الطابق السفلي
تعتبر زخرفة المدرسة بالبساطة، وقد وقع الاقتصار فيها على تلبيس الأرضية والجدران بحجر الكذال
مدرسة النخلة
بنيت مدرسة النخلة في العهد العثماني و تعتبر أقرب المدارس من جامع الزيتونة. وقد أخذت اسمها من النخلة التي توجد في صحنها. وكانت تعتبر مكانا لتعليم و اقامة طلبة جامع الزيتونة
بنيت المدرسة فوق فندق قديم سنة 1714 وقد بناها الحسين بن علي مؤسس الدولة الحسينية الذي أسس ايضا المدرسة الحسينية الصغرى و مدرسة الجامع الجديد
تم ترميم المدرسة سنة 1979 و تعتبر معلما مرتبا منذ 19 اكتوبر 1992 و هي تحتضن اليوم مقر الجمعية القرآنية الجهوية بتونس
الوصف
تتكون المدرسة من ساحة يحيط بها أروقة من الجهات الاربعة بعقود منكسرة و أعمدة و تيجان تركية و تحوي مسجدا و 14 غرفة و ميضة
المدرسة الباشية
بنيت المدرسة الباشية في العهد العثماني و تجاور جامع الزيتونة. يقابل المدرسة حمام القشاشين
تأسست المدرسة سنة 1752 في عهد علي باشا و خصصت لطلبة المذهب الحنفي. و قد لعبت دورا تعليميا هاما كما كانت مبيتا لطلبة جامع الزيتونة
وقع ترميم المدرسة في الثمانينات و أصبحت المدرسة الباشية معلما مرتبا منذ 13 مارس 1912 وتأوي اليوم مركزا للتكوين المهني
الوصف
تتكون المدرسة من ساحة تحيط بها أروقة من ثلاث جهات تفتح عليه 13 غرفة للطلبة و يوجد من الجهة الرابعة مسجد و مكتبة . كما ألحق بالمدرسة سبيل للعموم
المدرسة السليمانية
بنيت المدرسة السليمانية في العهد العثماني و تقع قرب جامع الزيتونة وقد أسسها علي باشا سنة 1754 و سميت بالسليمانية تخليدا لذكرى ابنه سليمان الذي قتل مسموما من قبل أخيه
قامت الدولة بترميمها في الثمانينات و أصبحت اليوم دارا للجمعيات الطبية
الوصف
تتكون المدرسة من ساحة مربعة يحيط بها اروقة من الجهات الاربعة. وترتكز الأروقة على أعمدة حجرية تعلوها عقود متجاوزة. يوجد في الجهات الثلاث 18 غرفة و في الجهة الرابعة مسجد
المدرسة المرادية
بنيت المدرسة المرادية أو مدرسة التوبة في العهد المرادي و تقع في سوق القماش ليس بعيدا عن جامع الزيتونة
أسسها مراد باي الثاني فوق أنقاض قشلة للجيش الانكشاري سنة 1673. وأصبحت خاصة بطلبة المذهب المالكي
لعبت المدرسة دورين اساسيين و هما الدور التعليمي و دور المبيت للطلبة. وتم ترميمها في الثمانينات و أصبحت اليوم مركزا للتكوين المهني
الوصف
تتكون المدرسة من طابقين و مساحتها حوالي 460 م2. يحيط بباب المعلم إطار مضاعف، الأول يتكون من حجارة الكذال وهي نفس المادة التي استعملت لتبليط السقيفة و الصحن و لتأطير أباب الغرف و كذلك الأعمدة و التيجان. أما الإطار الثاني فهو متكون من حجارة الحرش
يقع الدخول الى المدرسة من خلال سقيفة تضفي الى ساحة مبلطة بالكذال يحيط بها أربعة أروقة مسقوفة بعوارض خشبية مدعومة بأقواس دائرية مرفوعة على أعمدة ذات تيجان حفصية. يفتح على الرواق الغربي مسجد و على الجوانب الثلاث الاخرى تفتح 20 غرفة
مسجد المدرسة مستطيل الشكل طوله 8.5م وعرضه 7م وينقسم إلى فضاءين مغطيين بقباب مضلّعة وإلى ممرّين محدّدين بأعمدة تعلوها أقواس نصف دائرية، بينما زُيّن حائط القبلة بألواح خزفية، ذات زخارف زهرية وهندسية
يتكون الطابق العلوي من عديد الغرف كانت تستخدم على الأرجح لإيواء الطلبة
المدرسة العصفورية
بنيت المدرسة العصفورية في العهد الحفصي وتقع بزنقة سوق العطارين
تنسب هذه المدرسة إلى أبي الحسن علي بن موسى الحضرمي المعروف بابن عصفور الاشبيلي و كان من بين مدرسيها صالح الشريف و محمد الطاهر بطيخ
أصبحت المدرسة منذ 1897 مركزا لتكوين المؤدبين. ثم أغلقت بعد الاستقلال ورممت سنة 2000 وهي تضم اليوم عديد الجمعيات الثقافية
مدرسة بئر الاحجار او مدرسة الباشا
أنشئت مدرسة بئر الاحجار في العهد الحسيني في عهد علي باشا وتقع بنهج الباشا
كان من بين مديريها الشيخ الطاهر النيفرو من اشهر تلاميذها سيدي ابراهيم الرياحي
تعتبر المدرسة معلما مرتبا منذ 25 جانفي 1922 و لعبت عديد الأدوار فقد كانت مدرسة لتكوين المؤدبين ثم مركزا للتكوين المهني الى السبعينات ثم مقرا لنادي الترجي الرياضي التونسي و اصبحت اليوم فضاء للعروض الفنية والثقافية
الوصف
يقع الدخول الى المدرسة عبر باب يؤدي الى سقيفة توصلنا الى الساحة. يحيط بالساحة اروقة تفتح عليها 16 غرفة لتعليم وإيواء الطلبة القادمين من داخل البلاد من أتباع المذهب المالكي. كما يوجد بالمدرسة مسجد
المدرسة العاشورية
بنيت المدرسة العاشورية في العهد العثماني و بالتحديد في عهد علي باشا و تعتبر أول مدرسة بناها هذا الباي و تعتبر معلما مرتبا منذ 19 أكتوبر 1922
تقع المدرسة في حي حوانت عاشور في الحفصية و منها استمدت اسمها
بنيت المدرسة لفائدة الطلبة المالكين حيث يقوم المدرسون بتقديم دروس في التوحيد و الفقه و النحو و بها كذلك كتاب لتحفيظ صبيان الحي القران
تحولت المدرسة بعد ذلك الى مبيت لطلبة جامعة الزيتونة . وبعد إلغاء التعليم الزيتوني، وقع ترميمها و تحولت الى مقر لعديد الجمعيات الثقافية
وصفها
تتكون المدرسة العاشورية من مدخل فسيح ومصلى وميضة. ويبلغ عدد غرفها 24 غرفة لاقامة الطلبة. وتعتبر هذه المدرسة الوحيدة من بين مدارس تونس العاصمة التي توجد بها مئذنة
المدرسة المنتصرية
المصادر
محمد بن الخوجة:تاريخ معالم التوحيد في القديم وفي الجديد
محمد الباجي بن مامي:مدارس مدينة تونس من العهد الحفصي إلى العهد الحسيني
1 Comment