المتحف العسكري بتونس
لمحمد زاهر كمون
يعتبر المتحف العسكري بتونس واحدا من المتاحف التي تشرف عليها وزارة الدفاع و قد أحدث بمقتضى القانون عدد 106 لسنة 1986 بقصر الوردة بمنوبة. تتمثل مهمة المتحف في المحافظة و عرض و تنمية التراث التاريخي العسكري لتونس
دشن المتحف سنة 1984 إلا انه فتح للعموم إلا سنة 1989
قصر الوردة
بني قصر الوردة أو البرج الكبير أو القصر الكبير سنة 1798 في عهد حمودة باشا الحسيني (1782-1814). استعمل في البداية كقصر للاصطياف للباي وقد تواصل ذلك مع محمود باي و حسين باي. ثم أصبح مقرا لإقامة الشخصيات الوافدين على تونس فسكن فيه الأميرال الفرنسي ليساق و باي قسنطينة مصطفى الانقليز و الأميرال الايطالي ريكاردي كاستلفيشيو و حيدر افندي المبعوث الخاص للسلطان العثماني
في عهد المشير احمد باي أصبح القصر ثكنة للمدفعية ثم الخيالة ثم مقرا لإقامة موظفي المدرسة الحربية بباردو من الأجانب
بعد الاحتلال الفرنسي سنة 1881 أصبح القصر مقرا للقيادة العسكرية الفرنسية و أضحى في الحرب العالمية الثانية مركزا لقوات المحور
بعد الاستقلال شهد القصر عمليات ترميم كان أخرها سنة 1977 ليصبح بذلك متحفا عسكريا وطنيا
وصف القصر
يتكون القصر من عديد المباني. ويبدأ الزائر ب
الساحة الشرفية: توجد الساحة الشرفية أمام الدرج و كانت عربات الباي و أتباعه ووزرائه تتوقف بها. قبل الوصول إلى هذه الساحة يجب المرور بممر ازدان جانباه بصفين من شجر السرول. قبل الولوج للساحة يوجد ممر مقبب به حجرات صغيرة تعلوها مقاعد حجرية
الواجهة الأساسية للقصر تمتاز برواق يعلو مخازن القصر. يتم الوصول للرواق بواسطة مدرج عريض يؤدي إلى الدريبة و تتمثل في بهو فاخر له بابان و محلى بالجليز و المقاعد الحجرية.
على يمين الدريبة توجد المحكمة و هي قاعة مستطيلة الشكل و مقسومة إلى ثلاثة أجنحة بواسطة صفين من الأعمدة الرخامية التي تعلوها تيجان حلزونية. توجد بها كذلك قبة مستطيلة و عديد المقاعد الحجرية. تتميز هده القاعة بروعة الزخرفة من خلال الرخام و النقش حديدة ذات الطابع التركي و التونسي و الايطالي
الساحة الداخلية للقصر: تحتوي الساحة على رواق ذي أقواس فوق أعمدة من الرخام أما الجدران فمزينة بالجليز و النقش حديدة
الشقق: يوجد بالقصر العديد من الشقق و كل شقة هي عبارة على قاعة كبيرة تحتوي على ثلاث مخادع نوم و تتميز بثراء الزخرفة من جليز و رخام و نقش حديدة
القاعة الشرفية: تتميز هذه القاعة بوجود ثلاث مضاجع نوم و تعلوها قبة مكورة الشكل. الزخرفة بهذه القاعة ثرية و متعددة المصادر: الأرضية مبلطة بالرخام الايطالي كما هو الشأن بالنسبة إلى الأعمدة و أطر الأبواب و النوافد و النقش حديدة أصله أندلسي (النجمة و السهم) و تركي (الأواني و الغصنيات)
التوابع: يضم قصر الوردة عديد التوابع من بينها مغازات المؤن و الاسطبلات و السجن
جناح البرج الكبير: تم بناء جناح أو كشك ملحق بالقصر و قد تعرض للخراب إلى أن رمم و نقل إلى حديقة البلفدير سنة 1922 و يتكون الكشك من قبة (قبة الهواء) مرتكزة على أربعة أعمدة محاطة بأروقة مفتوحة كليا على الخارج من ثلاث جهات و على الجانب الرابع هناك قاعة عريضة تتوسطها قبة. الجدران مرصعة بنقوش زخرفية و بجليز تونسي
القصر أصبح متحفا
فتح المتحف للعموم سنة 1989, و يملك في مخزونه حوالي 23000 قطعة مثل الأسلحة النارية و الأسلحة البيضاء و الرسوم الزيتية و الدروع و المدافع و الآليات العسكرية تنتمي تقريبا إلى كل الحقب التاريخية التونسية. تم توزيع المجموعات على مختلف قاعات العرض وفق تسلسل زمني واضح فنجد قاعة الفترة القديمة (الفترة القرطاجية و الرومانية و الوندالية و البيزنطية) و قاعة الفترة الوسيطة (الفتوحات الإسلامية و الدولة الأغلبية و الفاطمية و الصنهاجية و الموحدية و الحفصية و الصراع التونسي الاسباني) و قاعات العصر الحديث (الفترة العثمانية و المرادية و الحسينية) و قاعات الفترة المعاصرة (الكفاح المسلح ضد الاحتلال الفرنسي و الاستقلال و بعث الجيش الوطني و الجيوش الثلاث و قاعة المنارات و مشاركات الجيش الوطني في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة و ثورة 14 جانفي 2011)
قاعة حرب القرم: تحوي هده القاعة الأسلحة التي استعملها الجيش التونسي في حرب القرم في عهد المشير أحمد باي بين 1854 و 1856 و تتكون من بنادق و مسدسات و أسلحة بيضاء
المعروضات الموجودة بالهواء الطلق: يمكن للزائر مشاهدة أنواع عديدة من المدافع استعملت من سنة 1750 إلى سنة 1970 و المدرعات و الآليات التي استعملت خاصة في الحرب العالمية الثانية كما يمكن مشاهدة طائرة تعود للحرب العالمية الثانية
المصادر
المقال: دعم الثقافة و المحافظة على التراث للرائد بشر بن بشر بمجلة الدفاع العدد 43
كتاب الجيش الوطني من إصدار وزارة الدفاع
المتحف العسكري الوطني قصر الوردة من إصدار وزارة الدفاع الوطني